المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين أم لا ؟ وما الدليل على ذلك ؟


محب الدعوة
06-22-2010, 10:05 PM
هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين أم لا ؟ وما الدليل على ذلك ؟
ج/ القاعدة عند أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى لا تحصر بعدد معين ، والدليل على ذلك ما رواه أحمد وأبن حبان والحاكم بسندٍ صحيح من حديث أبن مسعود رضي الله عنه في حديث الكرب ، وفيه (أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك... الحديث ) فهذا الحديث دليل على أن لله أسماء قد استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، فقوله (استأثرت به) أي انفردت بعلمه ، وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به ، فإن قلت : فماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة ) أوليس هذا دليلاً على الحصر ، وبيان ذلك بضرب مثالين وهما :
الأول : لو قلت لك : إن عندي مائة بيتٍ شعري من حفظها أعطيته ألف ريال ، فهل تفهم من هذا التركيب اللغوي أنه ليس عندي إلا مائة بيت فقط ؟ بالطبع لا ، ولكني حصرت هذه المكافأة فيمن حفظ من أبياتي هذا المقدار .
الثاني : لو قلت لك : إن عندي مائة درهم أعددتها للصدقة فهل تفهم من هذا التركيب أنه لا يوجد عندي إلا هذه الدراهم فقط ؟ بالطبع لا ، وإنما هذه الدراهم هي المعدة للصدقة فقط ، وبناءً عليه فنقول : إن الله تعالى رتب دخول الجنة على من أحصى من أسمائه هذا المقدار ، فكأنه يقول : إن من أحصى من أسمائي تسعة وتسعين اسماً فله الجنة أي أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة وهذا واضح ، ويقال أيضاً : سلمنا أنه يفهم منه الحصر فإن الحديث الثاني ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) أفادنا أن ما فهمناه من الحصر ليس مقصوداً ، وفهمنا تابع للأدلة ، لا أن الأدلة موقوفة على فهمنا فما وافقه منها قبلناه وما خالفه رددناه فإن هذا مسلك الهالكين من أهل البدع ، وقد انعقدت قلوبنا على أنه لا تعارض بين نصين صحيحين مطلقاً والله أعلم
وقبل ختم الجواب أفيدك فائدتين:
الفائدة الأولى : اعلم أن ما ورد مرفوعاً من تعداد هذه الأسماء لا يصح ، فقد قال أبو العباس : إن تعينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وقد تتبعها بعض أهل العلم ، والمرجع في ذلك القرآن وما صح من السنة والله أعلم .
الفائدة الثانية : قوله ( من أحصاها ) والمراد بذلك حفظها لفظاً والإيمان بها وبما تضمنته من الصفات وتمامه أن يتعبد لله بمقتضاها والله أعلم . قاله وليد السعيدان حفظه الله

قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم
06-23-2010, 05:28 AM
نفع الله بك ... وجزاك الله خيرا.

تائب لله
08-23-2010, 02:45 PM
نفع الله بك شيخنا الكريم ... وجزاك الله كل خير

محب الدعوة
11-08-2010, 06:15 PM
جزاكم الله خير ..