المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه درة سعدية ، من عالم نجد في زمانه ، العلامة السعدي رحمه الله ( حول حديث القابض على دينه كالقابض على جمرة ) ..


محب الدعوة
12-23-2010, 08:01 PM
هذه درة سعدية ، من عالم نجد في زمانه ، العلامة السعدي رحمه الله ، كتبها قبل وفاته بخمس سنوات ( شعبان 1371 تحديداً )

. د.عمر المقبل


العلامة ابن سعدي وواقع الأمة المعاصر !

الحمد لله ، وبعد :

فهذه أحرف دبجتها يراعة العالم الرباني ، العالم العامل ، ممن له قدم صدق في الغيرة الصادقة على الأمة ، والرغبة مع العمل الجاد في نهضتها ، والبذل المتواصل للرقي بجيلها ، أحرفٌ تمتلئ تفجعاً وتوجعاً ، مع ذكر العلاج الناجع – كعادته رحمه الله- ، إنه العلامة الشيخ : عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ( المتوفى سنة 1376هـ )، وذلك حين شرح آخر حديث من أحاديث كتابه الفذ "بهجة قلوب الأبرار" ، وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : { يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر } رواه الترمذي .

يقول رحمه الله ، وأنزل على قبره شآبيب الرضوان :

" هذا الحديث يقتضي خبراً وإرشاداً .

أما الخبر : فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ، ويكثر الشر وأسبابه ، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل ، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحالة القابض على الجمر ، من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد ، وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها ، ظاهراً وباطناً ، وضعف الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد .

ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدراً .

وأما الإرشاد : فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ؛ فإن المعونة على قدر المؤونة .

وما أشبه هذا الزمان بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ! إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سراً وعلناً ؛ للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ، جرفت بتيارها الخبيث ، وأمواجها المتلاطمةِ الشيوخَ والشبان ، ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق !!.

ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ؛ بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقار واستهزاء بالدين وما ينسب إليه ، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرها وشرورها قد شاهده العباد .

فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ، والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث !!.

ولكن مع ذلك :

فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة ، بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ، ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ، بأنه سيجعل الله له بعد عسر يسراً ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .

فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال : " لا حول ولا قوة إلا بالله "، و : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا ، اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة ، ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير ، وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك : ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾[الطلاق:2] ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ ، [الطلاق: 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ﴾ [الطلاق: 4] .

انتهى كلامه رحمه الله ،،،

نقلته من ( ملتقى أهل الحديث ) لناقله الأخ ( المسيطير حفظه الله ) ..

مهاجرة الى ربى
12-24-2010, 07:57 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله

المبدع
01-26-2011, 11:49 PM
الله يعطيك العافية
موضوع مميز ورائع