المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق


أبو عبد البر طارق دامي
04-22-2011, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فهذه قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق أسال الله أن ينفع بها
الأرجوزة ذات الأمثال / أبو العتاهية (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=7765)

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 09:06 AM
قصيدة ليس الغريب (http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=682)

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 09:23 AM
قال الحريري/ المقامات / المقامة 11/ الساوية



رأيتُ جمْعاً على قبْرٍ يُحْفَرُ. ومجْنوزٍ يُقبَرُ. فانْحَزْتُ إليْهِمْ متفكّراً في المآلِ. متذكّراً مَنْ درجَ منَ الآلِ. فلما ألحَدوا المَيْتَ. وفاتَ قوْلُ لَيْتَ. أشرفَ شيخٌ من رُباوَةٍ. متخصّراً بهِراوَةٍ. وقدْ لفّعَ وجهَه برِدائِهِ. ونكّر شخْصَهُ لدَهائِهِ.

فقال: لمِثْلِ هذا فلْيَعْمَلِ العامِلونَ. فادّكِروا أيّها الغافِلونَ. وشمِّروا أيّها المقَصّرونَ. وأحْسِنوا النّظَرَ أيه المتبصّرونَ! ما لكُمْ لا يَحْزُنُكمْ دفْنُ الأتْرابِ. ولا يهولُكُمْ هيْلُ التّرابِ؟
ولا تعْبأونَ بنَوازِلِ الأحْداثِ. ولا تستَعِدّونَ لنُزولِ الأجْداثِ؟
ولا تستعْبِرونَ لعَينٍ تدْمَعُ. ولا تعتَبرونَ بنَعْيٍ يُسمَعُ؟
ولا ترْتاعونَ لإلْفٍ يُفقَدُ. ولا تلْتاعونَ لمناحَةٍ تُعْقَدُ؟
يشيِّعُ أحدُكُمْ نعْشَ الميْتِ. وقلْبُهُ تِلْقاءَ البيتِ. ويشهَدُ مُواراةَ نسيبِه. وفِكْرُهُ في استِخْلاصِ نصيبِه. ويُخَلّي بينَ وَدودِه ودُودِه. ثمّ يخْلو بمِزْمارِهِ وعودِهِ. طالَما أسِيتُمْ على انْثِلامِ الحَبّةِ. وتناسَيتُمُ اخْتِرامَ الأحبّةِ. واستَكَنْتُمْ لاعتِراضِ العُسرةِ. واستَهَنْتُمْ بانقِراضِ الأُسرَةِ. وضحِكْتُمْ عندَ الدّفْنِ. ولا ضحِكَكُمْ ساعةَ الزَّفْنِ. وتبخْتَرْتُمْ خلفَ الجنائِزِ. ولا تبخْتُرَكُمْ يومَ قبْضِ الجوائِزِ. وأعْرَضْتُمْ عنْ تعْديدِ النّوادِبِ. إلى إعْدادِ المآدِبِ. وعنْ تحرُّقِ الثّواكِلِ. إلى التّأنُّقِ في المآكِلِ. لا تُبالونَ بمَنْ هوَ بالٍ. ولا تُخْطِرونَ ذِكرَ الموتِ ببالٍ. حتى كأنّكُمْ قد علِقتُمْ منَ الحِمامِ. بذِمامٍ. أو حصَلْتُمْ منَ الزّمانِ. على أمانٍ. أو وثِقْتُمْ بسلامةِ الذّاتِ. أو تحقّقْتُمْ مُسالَمَة هادِمِ اللّذّاتِ. كَلاّ ساء ما تتوهّمونَ. ثمّ كلاّ سوفَ تعلَمونَ! ثمّ أنشدَ:

أيَـا مَـن يَـدّعي الـفَهْـم .. .. إلِـى كـَمْ يَـاأخَـا الـوَهْـمْ
تـُعَـبـِّي الـذنـبَ والـذّم .. .. وتـُخطِـي الخـطـأ الجَـمّ

أمَـا بَـانَ لـكَ الـعـَيـبْ .. .. أمَــا أنـذرك الـشـَّيـب
وَمَــا في نـُصْحِـه رَيـبْ .. .. وَلا سَمـعُـك قـَد صَـمّ

أمَـا نـَـادَى بـِكَ المَـوتْ .. .. أمَـا أسْمَعَــكَ الصَّـوْتْ
أمَــا تخشَـى مِنَ الـفـَوْت ... ... فـَتحـتــَاط َوَتهْـتـَمّ

فـَكـَم تسْـدَرُ فِـي السَّهــوْ .. .. وَتختـَالُ مِـن الـزَهْـوْ
وتـنـصَّـبُ إلـى اللـهْـوْ .. .. كـَـأن المَّـوْتَ مَـا عَـمّ

وَحَـتـّـامَ تـَجَـافِـيـكْ .. .. .. وَإبْـطـَاءُ تـَلافِـيـكْ
طِـبَـاعـاً جَمَّعـتْ فِـيكْ .. .. عُيـوبـًا شمْلـُها انـضّـمّ

إذا أسْخَـطـْتَ مَـولاكْ .. .. فـَمَــا تَـَقـلـَقُ مِــن ذاكْ
وإن أخـفَـَقَ مَسْـعَـاك .. .. تَـَلـّظـّـيتَ مِــن الهَــمّ

وإن لاح لـَـكَ النـقـشْ .. .. مِـنَ الأصْـفـَـرِ تهْـتـَشْ
وإن مَـرّ بـِـكَ النـعـْـشْ .. .. تـَغـامَـمْـتَ ولا غـَـمّ

تُـعَـاصِي النـّاصِـحَ البـَـرّ .. .. وتَـعْـتـَاصُ وتــَزْوَرّ
وتـنـقـَـادَ لِـمَـن غـَرّ .. .. ومَـن مَــانَ ومَـن نــمّ

وَتسعـَى فِي هَـوى الـنـّفـْسْ .. .. وتحْـتـَالُ على الـفـَلسْ
وَتـنـسـَى ظـُلمَـة َ الرّمْـس .. .. وَلا تـذكـُـرُ مَـا ثــَمّ

ولَـَوْ لاحَـظـَك الـحَـظ ّ .. .. لمَـا طـَاحَ بـِكَ الـلحَــظْ
ولا كـُنـتَ إذا الـوَعْــظ ْ .. .. جَلا الأحــزَانَ تَـَغـتـَـمْ

سَـتـُـذري الـدمَّ لا الـدَمْــعْ .. .. إذا عَــايـنـْتَ لا جَـمْـعْ
يَـقِــي فِـي عَـرصَـةِ الجَـمْـعْ .. .. وَلا خَــالَ ولا عَــمْ

كـَأنـِّـي بِـكَ تـَنـحَـط ْ .. .. إلـَى الـلـّحْـدِ وتـنـغَـط ْ
وَقـَد أسلـَمَـكَ الـرَّهْــط ْ .. .. إلـى أضـيَـقَ مِـن سَــمّ

هُـنـاكَ الجِـسـمُ مَـمـدُودْ .. .. لِـيسْـتـَأكِـلـَهُ الـــدَّودْ
إلـِـى أنْ ينخَـرَ العُــودْ .. .. وَيُـمْسِـي العَـظـمُ قـَـد رَمّ

وَمِـنْ بَـعـدُ فـَلا بُــد ّ.. .. مِنَ العـرْض ِ إذا أعْـتــُـدّ
صِـرَاط ٌ جـِسْرُه ُ مـُـد ... عَـلـَى النــّـارِ لِـمَـن أمّ

فـَكـَم مِـنْ مُـرشِــدٍ ضَــلّ .. .. وَمِــنْ ذي عِــزّةٍ ذلّ
وَكـَم مِـنْ عَـالِـم ٍ زلّ .. .. وَقـَـالَ الخـَطـبُ قـَـد طـَمّ

فـَبَــادِر أيـُّـهـَا الغـُمْـرْ .. .. لِمَـا يَحْلــُو بِــِهِ المُـرّ
فـَقـَد كـَادَ يَـهـِي العُـمْـرْ .. .. وَمَـا أقـلـَعْـتَ عَنْ ذمّ

وَلا تــَركـَنْ إلـِى الدَّهــْـرْ .. .. وإنْ لانَ وإن سَـــرّ
فـَتـلـفـَى كـمَنْ إغـتـَرّ .. .. بـِأفـْعـَى تـَـنـفـُثُ السّمّ

وّخَـفـِّـضْ مِـنْ تـَراقـِـيكْ .. فـَـإن المَـوتَ لا قِــيـكْ
وَسَــار ٍ في تــَراقـِـيـك .. .. وَمَـا ينكـُـلُ إنْ هــَمّ

وَجَـانِـبْ صَعـَرَ الخـَـدّ .. .. إذا سَـاعَـدَكَ الجـَـدّ
وَ زُمّ اللـفـْـظ َ إن نـَـدّ .. .. فـَمـَا أسْعَــدَ مَـنْ زَمّ

وَنـَفـِّـسْ عَـنْ أخِـي البَـثّ .. .. وَصَـدّقــهُ إذا نــَثّ
وَرُمّ العَـمَـلَ الــرّث ّ .. .. فـَقــَد أفـْـلـَحَ مَـنْ رَم ّ

وَرِشْ مَـنْ ريشـُه انحَصّ .. .. بـِمَـا عَـمّ ومَا خـَصّ
ولا تــَأسَ عَـلى النـقـصْ .. .. ولا تحْـرِصْ عَـلى اللـّمّ

وَعَــادِ الخـُـلـُـقَ الـرَّذلْ .. .. وَعَـوِّد كـفـَّـكَ البـَذلْ
وَلا تسْـتــَمِع ِ العـَـذلْ .. .. وَنـَـزِّهــهَـا عَـن ِ الضَّـمّ

وَزَوِّدْ نـَفـْسَـك َالخـَيـْرْ .. .. وَدَع ْ مَـا يُـعْـقِـبُ الضَّـيـرْ
وَهَـيِّـىء مَـركَبَ السَّـيـْرْ .. .. وَخـَف مِـنْ لـُجِّـةِ اليـَّـم

بـِـذا أُوصيتَ يَـا صـَاحْ .. .. وَقـَـد بُـحْتُ كـَمَـنْ بـَـاح ْ
فـَطـُوبَى لِـفــَتـىً راحْ .. .. بـِــآدَابــِيَ يَــأتـــَم

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 09:38 AM
يا مَنْ يَرى مَدّ البعوض جناحها


يا مَنْ يَرى مَدّ البعوض جناحها == في ظلمة ِ الليل ِ البهيم ِ الأليل
ويرى مناط عروقها في نحرها == والمخّ من تلك العظام النحّل
ويرى خريرَ الدم ِ في أوداجها == متنقلاً من مفصل في مفصل
ويرى وصول غذا الجنين ببطنها == في ظلمة الأحشا بغير تمقل
ويرى مكان الوطء من أقدامها == في سيرها وحثيثها المستعجل
ويرى ويسمع حس ما هو دونها == في قاع بحر ٍ مظلم ٍ متهول
امنُنْ عليَّ بتوبة ٍ تمحو بها == ما كانَ مني في الزمان الأول

المستطرف من كل فن مستظرف/573/ عند ذكر البعوض/ دار الهلال

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 09:56 AM
يتسب هذا الشعر للحسين رضي الله عنه

باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم ***غُـلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
و استنزلوا بعد عزّ من معاقلهم ***وأودعوا حفراً يـابئس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا***أين الاسرّةُ و التيجانُ و الحللُ
أيـن الوجوه التي كانتْ منعمةً***من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ
فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم***تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا***فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم***ففارقوا الدورَ و الأهلينَ وارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا***فـخلّفوها على الأعداء و انتقلوا
أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً***و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
سـل الـخـليفةَ إذ وافت منيتهُ***أين الحماة و أين الخيلُ و الخولُ
ايـن الرماة ُ أما تُحمى بأسهمِهمْ***لـمّـا أتـتك سهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا***أين الجيوش التي تُحمى بهاالدول
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا ***عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً ***من روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ


شارح مقامات الحريري/أبو العباس أحمدالشريسي

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 10:07 AM
قال أبو نواس عند موته:
يا ربّ إن عظمتْ ذنوبي كثرةً *** فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن ***فبمن يلوذ ويستجير المجرم

أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعاً ***فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـا ***وجميل عفوك ثم إني مسلم

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 02:17 PM
لاح شيب الرأس مني فنصح
لاح شيب الرأس مني فنصح*** بعد لهو وشباب و مرح
إخوتي توبوا إلى الله بنا *** قد لهونا و جهلنا ما صلح
نحن في دار نرى الموت بها **** لم يدع فيها لذي اللب فرح
يا بني آدم صونوا دينكم *** ينبغي للدين أن لا يطرح
و احمدوا الله الذي أكرمكم **** بنبي قام فيكم فنصح
بنبي فتح الله به *** كل خير نلتموه و منح
مرسل لو يوزن الناس به *** في التقى و البر خفوا و رجح
فرسول الله أولى بالعلى *** و رسول الله أولى بالمدح
لطائف المعارف/ ذكر مولد الرسول

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 02:39 PM
أوصى ابن الجوزي أن يكتب على قبره
يا كثير العفو عمن كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 04:35 PM
يا بائعاً نفسه بيع الهوان لو اســـــــ ** ـترجعت ذا البيع قبل الفوت لم تخب

وبائعاً طيب عيش ما له خَطَر ** بطيف عيش من الآمال مُنتهب

غُبنت والله غُبنا فاحشا ولَدَى ** يوم التغابن تلقى غاية الحرب

وواردا صفو عيش كله كدر ** أمامك الورد حقا ليس بالكذب

وحاطب الليل في الظلماء منتصبا ** لكل داهية تدني من العطب

ترجو الشفاء بأحداق بها مرض ** فهل سمعت ببرء جاء من عطب

ومفنيا نفسه في إِثر أقبحهم ** وصفا لِلَطْخ جمال فيه مستلب

وواهبا نفسه من مثل ذا سفها ** لو كنت تعرف قدر النفس لم تهب

شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب ** وضاع وقتك بين اللهو واللعب

وشمس عمرك قد حان الغروب لها ** والفيء في الأفق الشرقي لم يغب

وفاز بالوصل من قد جد وانقشعت ** عن أُفُقِه ظلمات الليل والسُّحب

كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت ** ورسل ربك قد وافتك في الطلب

ما في الديار وقد سارت ركائب من ** تهواه للصَبِّ من شُكر ولا أرب

فافرش الخد ذيّاك التراب وقُلْ ** ما قاله صاحب الأشواق والحُقُبِ

ما رَبْع ميّة(1) محفوفاً يطيف به ** غيلان(1) أشهى له من رَبْعك الخَرِب

منازلا كان يهواها ويألفها ** أيام كان منال الوصل عن كثب

ولا الخدود ولو أَدْمين من ضرج ** أشهى إلى ناظري من ربعك الخرب

وكلما جليت تلك الربوع له ** يهوى إليها هوى الماء في الصبب

أحيي له الشوق تذكار العهود بها ** فلو دعي القلب للسَّلوان لم يجب

هذا وكم منزل في الأرض يألفه ** وما له من سواها الدهر من رغب

ما في الخيام أخو وجد يريحك إن ** بثثته بعض شأن الحب فاغترب

وأسر في غمرات الليل مهتدياً ** بنفحة الطيب لا بالعود والحطب

وعاد أخي جبن ومعجزة ** وحارب النفس لا تلقيك في الحرب

وخذ لنفسك نوراً تستضيء به ** يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب


***********************************
(1) هما عشيقان



فوائد الفوائد للامام ابن القيم الجوزية/ علي حسن/464

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 04:51 PM
خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ والمعْهَدِ المُرتَبَعِ***والظّاعِنِ المودِّعِ وعدِّ عنْهُ ودَعِ
وانْدُبْ زَماناً سلَفا سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا***ولمْ تزَلْ مُعتكِفا على القبيحِ الشّنِعِ
كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها مآثِماً أبْدَعْتَها***لشَهوَةٍ أطَعْتَها في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ
وكمْ خُطًى حثَثْتَها في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها***وتوْبَةٍ نكَثْتَها لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ
وكمْ تجرّأتَ على ربّ السّمَواتِ العُلى***ولمْ تُراقِبْهُ ولا صدَقْتَ في ما تدّعي
وكمْ غمَصْتَ بِرّهُ وكمْ أمِنْتَ مكْرَهُ***وكمْ نبَذْتَ أمرَهُ نبْذَ الحِذا المرقَّعِ
وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ وفُهْتَ عمْداً بالكَذِبْ***ولمْ تُراعِ ما يجِبْ منْ عهْدِهِ المتّبَعِ
فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ***قبلَ زَوالِ القدَمِ وقبلَ سوء المصْرَعِ
واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ ولُذْ مَلاذَ المُقترِفْ***واعْصِ هَواكَ وانحَرِفْ عنْهُ انحِرافَ المُقلِعِ
إلامَ تسْهو وتَني ومُعظَمُ العُمرِ فَني***في ما يضُرّ المُقْتَني ولسْتَ بالمُرْتَدِعِ
أمَا ترَى الشّيبَ وخَطْ وخَطّ في الرّأسِ خِطَطْ***ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّمَطْ بفَودِهِ فقدْ نُعي
ويْحَكِ يا نفسِ احْرِصي على ارْتِيادِ المَخلَصِ***وطاوِعي وأخْلِصي واسْتَمِعي النُّصْحَ وعي
واعتَبِرِي بمَنْ مضى من القُرونِ وانْقَضى***واخْشَيْ مُفاجاةَ القَضا وحاذِري أنْ تُخْدَعي
وانتَهِجي سُبْلَ الهُدى وادّكِري وشْكَ الرّدى***وأنّ مثْواكِ غدا في قعْرِ لحْدٍ بلْقَعِ
آهاله بيت البلى والمنزل القفر الخلا***وموْرِدِ السّفْرِ الأُلى واللاّحِقِ المُتّبِعِ
بيْتٌ يُرَى مَنْ أُودِعَهْ قد ضمّهُ واسْتُودِعَهْ***بعْدَ الفَضاء والسّعَهْ قِيدَ ثَلاثِ أذْرُعِ
لا فرْقَ أنْ يحُلّهُ داهِيَةٌ أو أبْلَهُ***أو مُعْسِرٌ أو منْ لهُ مُلكٌ كمُلْكِ تُبّعِ
وبعْدَهُ العَرْضُ الذي يحْوي الحَييَّ والبَذي***والمُبتَدي والمُحتَذي ومَنْ رعى ومنْ رُعي
فَيا مَفازَ المتّقي ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي***سوءَ الحِسابِ الموبِقِ وهوْلَ يومِ الفزَعِ
ويا خَسارَ مَنْ بغَى ومنْ تعدّى وطَغى***وشَبّ نيرانَ الوَغى لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ
يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ***لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ في عُمْري المُضَيَّعِ
فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ وارْحَمْ بُكاهُ المُنسجِمْ***فأنتَ أوْلى منْ رَحِمْ وخيْرُ مَدْعُوٍّ دُعِي

أبو عبد البر طارق دامي
04-23-2011, 11:18 PM
إصلاح النفس قبل دعوة الناس

وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو سقيم
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإن انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم


***********

لما جلس عبد الواحد بن زيد للوعظ أتته امرأة من الصالحات فأنشدته:

يا واعظا قام لاحتساب ... يزجر قوما عن الذنوب
تنهى وأنت المريب حقا ... هذا من المنكر العجيب
لو كنت أصلحت قبل هذا ... عيبك أو تبت من قريب
كان لما قلت يا حبيبي ... موقع صدق من القلوب
تنهى عن الغي والتمادي ... وأنت في النهي كالمريب

لطائف المعارف/24

أبو عبد البر طارق دامي
04-24-2011, 05:33 PM
فداو سقما بجسم انت متلفه ... وابرد غراما بقلب انت مضرمه
ولا تكلني على بعد الديار الي ... صبرى الضعيف فصبري أنت تعلمه
تلق قلبي فقد ارسلته عجلا ... الى لقائك والأشواق تقدمه
***********
ومشتت العزمات ينفق عمره ... حيران لا ظفر ولا اخفاق
هل السائق العجلان يملك امره ... فما كل سير اليعملات وخيد
رويدا باخفاف المطى فانما ... تداس جباه تحتها وخدود
( اليعملات =مفردها يعملة و هي الناقة النجيبة العاملة) ( وخيد =إسراع الخطى)
***************
ما أحد أكرم من مفرد ... في قبره أعماله تؤنسه
مُنعما في القبر في روضه ... ليس كعبد قبره محبسه
علي قدر فضل المرء تأتي خطوبه ... ويعرف عند الصبر فيما يصيبه
ومن قل فيما يتقيه اصطباره ... فقد قل مما يرتجيه نصيبه
الفوائد لابن القيم

أبو عبد البر طارق دامي
04-25-2011, 12:24 PM
مراقبة الله
قال عمر عبد العزيز:
إن كنت تعلم أن الله يا عمر***يرى و يسمع ما تأتي و ما تذر
و أنت في غفلة من ذاك تركب ما *** نهاك عنه فأين الخوف و الحذر
تجاهر الله إقداما عليه *** و من حثالة الناس تستحي و تعتذر
*********************************
قال نابغة بن شيبان:
إن من يركب الفواحش شرا*** حين يخلو بسره غير خال
كيف يخلو و عنده كاتباه *** شاهداه و ربه ذو الجلال
********************************
قال أبو نواس:
إذا مـــــا خلوت الدهر يـوما*** فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ
ولا تـحسـبنّ الله يـغـفل سـاعـة***ولا أن ما تـخفـيه عـليه يـغـيبُ
لهونـا لعمر والله حـتى تراكمت*** ذنــــوبٌ على آثــارهنّ ذنوبُ
**********
شرح مقامات الحريري الشريسي

أبو عبد البر طارق دامي
04-25-2011, 12:46 PM
قال ذو الرمة:

يا رب قد أسرفت نفسي و قد علمت===علما يقينا لقد أحصيت آثاري
يا مخرج الروح من نفسي إذا احتظرت=== و فارج الكرب زحزحني عن النار

أبو عبد البر طارق دامي
04-25-2011, 12:55 PM
استغلال الوقت في الطاعة
قال ابن أبي الدنيا : و أنشدنا محمود بن الحسين
مضى أمسك الماضي شهيداً معدلا ===وأعقبه يوم عليك جديد
فيومك إن أغنيته عاد نفعه=== عليك و ماضي الأمس ليس يعود
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة === فثنّ بإحسان وأنت حميد
ولاترج فعل الخير يوماً إلى غد === لعلّ غدا يأتي وأنت فقيد


لطائف المعارف/15

القوي بالله
04-25-2011, 04:58 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم واثابك على الموضوع القيم وجعل ماتقدمه في موازين الحسنات000

أبو عبد البر طارق دامي
04-25-2011, 05:27 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم واثابك على الموضوع القيم وجعل ماتقدمه في موازين الحسنات000

جزاك الله خيرا و أثابك الجنة

إن كان لك أبيات تعرفها فشارك بها

أبو عبد البر طارق دامي
04-30-2011, 03:13 PM
آفات الذنوب
فإن اعتراف المرء يمحو إقترافه ... كما أن إنكار الذنوب ذنوب
****
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ... درج الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما ... منها إلى الدنيا بذنب واحد
****
بفرد خطيئة و بفرد ذنب... من الجنات أخرجت البرايا
فقل كيف ترجو في دخول... إليها بالألوف من الخطايا
****
خذ في جد فقد تولى العمر ... كم ذا التفريط فقد تدانى الأمر
أقبل فعسى يقبل منك العذر ... كم تبني كم تنقض كم ذا العذر
****
ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وليس على عبد تقي نقيصة ... إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم
****
لاح شيب الرأس مني فنصح ... بعد لهو وشباب ومرح
إخوتي توبوا إلى الله بنا ... قد لهونا وجهلنا ما صلح
نحن في دار نرى الموت بها ... لم يدع فيها لذي اللب فرح
يا بني آدم صونوا دينكم ... ينبغي للدين أن لا يطرح
واحمدوا الله الذي أكرمكم ... بنبي قام فيكم فنصح
بنبي فتح الله به ... كل خير نلتموه ومنح
مرسل لو يوزن الناس به ... في التقى والبر خفوا ورجح
فرسول الله أولى بالعلى ... و رسول الله أولى بالمدح
لطائف المعارف

أبو عبد البر طارق دامي
04-30-2011, 09:06 PM
لا تنس الموت


عش ما بدا لك سالما ... في ظل شاهقة القصور
يسعى عليك بما اشتهيت ... لدى الرواح وفي البكور
فإذا النفوس تقعقعت ... في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا ... ما كنت إلا في غرور


يا أيها الباني الناسي منيته ... لا تأمنن فإن الموت مكتوب
على الخلائق إن سروا وإن فرحوا ... فالموت حتف لذي الآمال منصوب
لا تبنين ديارا لست تسكنها ... وراجع النسك كيما يغفر الحوب
****
خذ في جد فقد تولى العمر ... كم ذا التفريط قد تدانى الأمر
أقبل فعسى يقبل منك العذر ... كم تبني كم تنقض كم ذا العذر
****
تأهب للذي لا بد منه ... من الموت الموكل بالعباد
أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد
****
إلى الله تب قبل انقضاء من العمر ... أخي ولا تأمن مفاجأة الأمر
ولا تستصمن عن دعائي فإنما ... دعوتك إشفاقا عليك من الوزر
فقد حذرتك الحادثات نزولها ... ونادتك إلا أن سمعك ذو وقر
تنوح وتبكي للأحبة إن مضوا ... ونفسك لا تبكي وأنت على الأثر
****
نعى لك ظل الشباب المشيب ... ونادتك باسم سواك الخطوب
فكن مستعدا لداعي الفنا ... فكل الذي هو آت قريب
ألسنا نرى شهوات النفو ... س تفنى وتبقى علينا الذنوب
يخاف على نفسه من يتوب ... فكيف يكن حال من لا يتوب
****
يا غافل القلب عن ذكر المنيات ... عما قليل ستثوى بين أموات
فاذكر محلك من قبل الحلول به ... وتب إلى الله من لهو ولذات
إن الحمام له وقت إلى أجل ... فاذكر مصائب أيام وساعات
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها ... قد حان للموت يا ذا اللب أن يأتي

لطائف المعارف

أبو عبد البر طارق دامي
05-02-2011, 08:52 PM
سرعة زوال الدنيا و مفاجأة الموت



و أنشدوا في بعض الشجعان مات حتف أنفه :

جائته من قبل المنون إشارة=== فهوى صريعاً لليدين و للفم
و رمى بمحكم درعه و برمحه === و امتد ملقى كالفتيق الأعظم
لا يستجيب لصارخ إن يدعه === أبداً و لا يرجى لخطب معظم
ذهبت بسالته و مر غرامه=== لما رأى حبل المنية يرتمي
يا ويحه من فارس ما باله ===ذهبت مروته و لما يُكْلم
هذي يداه و هذه أعضاؤه ===ما منه من عضو غداً بمثلم
هيهات ما حبل الردى محتاجة=== للمشرفي و لا اللسان اللهذم
هي ويحكم أمر الإله و حكمه=== و الله يقضي بالقضاء المحكم
يا حسرتا لو كان يقدر قدرها=== و مصيبة عظمت و لما تعظم
خبر علمنا كلنا بمكانه=== و كأننا في حالنا لم نعلم

*****************

و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات :

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته=== يبقى الإله و يفنى المال و الولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه=== و الخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
و لا سليمان إذ تجري الرياح له ===و الإنس و الجن فيما بينها ترد
أين الملوك التي كانت لعزتها ===من كل أوب إليها وافد يفد ؟
حوض هنالك مورود بلا كذب ===لا بد من ورده يوماً كما وردوا
*****************
و اذكر الموت تجد راحة في=== إذكار الموت تقصير الآمل
*****************
هي القناعة لا تبغي بها بدلاً=== فيها النعيم و فيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ===هل راح منها بغير القطن و الكفن ؟
****************
و لقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول :
ياعجباً للناس لو فكروا ===و حاسبوا أنفسهم أبصروا
و عبروا الدنيا إلى غيرها=== فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى=== غداً إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التقي ===و البر كانا خير ما يدخر
عجبت للإنسان في فخره ===و هو غداً في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة=== و جيفة آخره يفجر
أصبح لا يملك تقديم ما=== يرجو و لا تأخير ما يحذر
و أصبح الأمر إلى غيره=== في كل ما يقضي و ما يقدر

التذكرة / القرطبي

أبو عبد البر طارق دامي
05-05-2011, 09:41 PM
أثامن بالنفس النفيسة ربها== وليس لها في الخلق كلهم ثمن
بها تملك الدنيا فإن أنا بعتها== بشيء من الدنيا فذلكم الغبن
لئن ذهبت نفسي بدنيا أصبتها== لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن
****
ويحي من تتابع جرمي== لو قد دعاني للحساب حسيب
والويل لي ويل أليم دائم== إن كنت في الدنيا أخذت نصيبي
****
واستيقظي يا نفس ويحك واحذري== حذرا يهيج عبرتي ونحيبي
****
حدثني محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، حدثني عبد الله بن قسيم الجعفري ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : سمع عمر بن الخطاب امرأة تقول :
دعتني النفس بعد خروج عمرو== إلى اللذات تطلع اطلاعا
فقلت لها عجلت فلن تطاعي== ولو طالت إقامته رباعا
أحاذر أن أطيعك سب نفسي== ومخزاة تحللني قناعا
فقال لها عمر : « ما الذي منعك من ذلك ؟ »
قالت : الحياء وإكرام روحي
فقال عمر : « إن في الحياء لهنات ذات ألوان من استحيى اختفى ومن اختفى اتقى ومن اتقى وقي »
****
يبكي على ميت ويغفل نفسه== كأن بكفيه أمانا من الردى
وما الميت المقبور في صدر يومه== أحق بأن يبكيه من ميت غدا
****
إني أرقت وذكر الموت أرقني== فقلت للدمع أسعدني فأسعدني
إن لم أبك لنفسي مشعرا حزنا ==قبل الممات ولم أرق لها فتمن
يا من يموت ولم تحزنه ميتته== ومن يموت فما أولاه بالحزن
إني لأرقع أثوابي ويخلقها ==جدب الزمان لها بالوهن والعفن
لمن أثمر أموالي وأجمعها== لمن أروح لمن أغد لمن لمن
لمن سيوقع بي لحدي ويتركني== تحت الثرى ترب الخدين والذقن
****
فدع عنك الكماة فقد تولت== ونفسك فابكها قبل الممات
فكل جماعة لا بد يوما ==يفرق بينها شعث الشتات
****
محاسبة النفس/ابن أبي الدنيا

أبو عبد البر طارق دامي
05-06-2011, 06:51 PM
أبت نفسي تتوب فما احتيالي== إذا برز العباد لذي الجلال
و قاموا من قبورهم سكارى ==بأوزار كأمثال الجبال
و قد نصب الصراط لكي يجوزوا== فمنهم من يكب على الشمال
و منهم من يسير لدار عدن== تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهمين يا وليي== غفرت لك الذنوب فلا تبالي
****
إذا مد الصراط على جحيم== تصول على العصاة و تستطيل
فقوم في الجحيم لهم ثبور== و قوم في الجنان لهم مقيل
و بان الحق و انكشف الغطاء ==و طال الويل و اتصل العويل
التذكرة للقرطبي

أبو عبد البر طارق دامي
05-09-2011, 02:01 PM
اللإستعداد للموت
استعدي للموت يا نفس واسعي ... للنجاة فالحازم المستعد
قد تيقنت أنه ليس للحي ... خلود ولا من الموت بد
إنما أنت مستعيرة ما سوف ... تردين والعواري ترد
******
فما أهل الحياة لنا بأهل ... ولا دار الحياة لنا بدار
وما أموالنا والأهل فيها ... ولا أولادنا إلا عواري
وأنفسنا إلى أجل قريب ... سيأخذها المعير من المعار
*****
اذكر الموت هادم اللذات ... و تهيأ لمصرع سوف يأتي
*****
يا غافل القلب عن ذكر المنيات ... عما قليل ستلقى بين أموات
فاذكر محلك من قبل الحلول به ... و تب إلى الله من لهو ولذات
إن الحمام له وقت إلى أجل ... فاذكر مصائب أيام وساعات
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها ... قد آن للموت يا ذا اللب أن يأتي
*****
ألا الموت كأس أي كأس ... وأنت لكأسه لا بد حاسي
إلى كم والممات إلى قريب ... تذكر بالممات وأنت ناسي
*****
كيف يلذ العيش من كان موقنا ... بأن المنايا بغتة ستعاجله
وكيف يلذ العيش من كان موقنا ... بأن إله الخلق لا بد سائله
*****
اذكر الموت وداوم ذكره ... إن في الموت لذي اللب عبر
وكفى بالموت فاعلم واعظا ... لمن الموت عليه قد قدر
****
كلنا في غفلة والمـ ... ـوت يغدو ويروح
لبنى الدنيا من المـ ... ـوت غبوق وصبوح
سيصير المرء يوما ... جسدا ما فيه روح
بين عيني كل حي ... علم الموت يلوح
نح على نفسك يا مسكـ ... ـين إن كنت تنوح
لتموتن ولو عمـ ... ـرت ما عمر نوح
*****
قد مات كل نبي ... ومات كل بنيه
ومات كل شريف ... وعاقل وسيفه
لا يوحشنك طريق ... كل الخلائق فيه
*****
كفى مؤذنا باقتراب الأجل ... شباب تولى وشيب نزل
وموت الأقران وهل بعده ... بقاء يؤمله من عقل
إذا ارتحلت قرناء الفتى ... على حكم ريب المنون ارتحل
*****
وإن أمر قد سار ستين حجة ... إلى منهل من ورده لقريب
*****
خذ في جد فقد تولى العمر ... كم ذا التفريط قد تدانى الأمر
أقبل فعسى يقبل منك العذر ... كم تبنى كم تنقض كم ذا الغدر
*****
والله لو أنك توجتني ... بتاج كسرى ملك المشرق
ولو بأموال الورى جدت لي ... أموال من باد ومن قد بقي
وقلت لي: لا نلتقي ساعة ... اخترت يا مولاي أن نلتقي
لطائف المعارف

أبو عبد البر طارق دامي
05-12-2011, 12:47 AM
خاب عبد بارز المو ... لى بأسباب المعاصي
ويحه مما جناه ... لم يخف يوم القصاص
يوم فيه ترعد الأقـ ... دام من شيب النواصي
لي ذنوب في ازدياد ... وحياة في انتقاص
فمتى أعمل ما أعـ ... ـلم لي فيه خلاصي
****
كل امرىء مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
***
أؤمل أن أخلد والمنايا ... تدور علي من كل النواحي
وما أدري وإن أمسيت يوما ... لعلي لا أعيش إلى الصباح
****
كأنك بالمضي إلى سبيلك ... وقد جد المجهز في رحيلك
وجيء بغاسل فاستعجلوه ... بقولهم له أفرغ من غسيلك
ولم تحمل سوى كفن وقطن ... إليهم من كثيرك أو قليلك
وقد مد الرجال إليك نعشا ... فأنت عليه ممدود بطولك
وصلوا ثم إنهم تداعوا ... لحملك من بكورك أو أصيلك
فلما أسلموك نزلت قبرا ... ومن لك بالسلامة في نزولك
أعانك يوم تدخله رحيم ... رؤوف بالعباد على دخولك
فسوف تجاور الموتى طويلا ... فذرني من قصيرك أو طويلك
أخي لقد نصحتك فاسمع لي ... و بالله استعنت على قبولك
ألست ترى المنايا كل حين ... تصيبك في أخيك وفي خليلك
لطائف المعارف

عدنان ابوجود
05-12-2011, 11:44 PM
شكراً لك هذه القصائد ورزقني الله سبحانه وتعالى ورزقك الزهد في الدنيا الفانية.

أبو عبد البر طارق دامي
05-13-2011, 12:42 AM
شكراً لك هذه القصائد ورزقني الله سبحانه وتعالى ورزقك الزهد في الدنيا الفانية.
جزاك الله خيرا و نفع
فالناس قدزهدوا في الزهد
و قد كنت مرة مسافرا , ومن عادتي في السفر أن أحمل معي كتابا أقرأ, فكنت احمل كتاب ماذا بعد الموت / العوايشة
فالتقيت برجل يقارب الخمسين من عمره , فأخذ مني الكتاب و قرأ العنوان , وقال متعجبا لماذا تفكر في الموت ؟؟؟!!!!

أبو عبد البر طارق دامي
05-15-2011, 09:26 PM
أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف
قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي
بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي
فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف
فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف
****
يا كبير الذنب عفو ... الله من ذنبك أكبر
أكبر الأوزار في ... جنب عفو الله يصغر
****
يا رب عبدك قد أتا ... ك وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه ... من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على الذنو ... ب الموبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفو ... ك من عقابك ملحفا
رب اعف وعافه ... فلأنت أولى من عفا

لطائف المعارف

أبو عبد البر طارق دامي
05-17-2011, 08:42 PM
قال أبو العتاهية
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا== تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة ==وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ == ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى == ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ == وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ
وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة== ٍ إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ
نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ== ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما == بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ

أبو عبد البر طارق دامي
05-20-2011, 02:11 PM
حقيقة الحياة الدنيا
إنما الرزق الذي لا تطلبه ... يشبه الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه متبعاً ... وهو وإن وليت عنه تبعك
***
وما أحسن ما قال سليمان بن الضحاك:
ما أنعم الله على عبده ... بنعمة أوفى من العافيه
وكل من عوفي في جسمه ... فإنه في عيشة راضيه
والمال حلو حسن جيد ... على الفتى لكنه عاريه
ما أحسن الدنيا ولكنها ... مع حسنها غدارة فانيه
***
وتوفي رجل من كندة فكتب على قبره هذه الأبيات:
يا واقفين ألم تكونوا تعلموا ... إن الحمام بكم علينا قادم
لو تنزلون بشعبنا لعرفتمو ... أن المفرط في التزود نادم
لا تستعزوا بالحياة فإنكم ... تبنون والموت المفرق هادم
سلوى الردى ما بيننا في حفرة ... حيت المخدم واحد والخادم
***
عن قليل أصير كوم تراب ... وتقول الرفاق هذا فلان
صار تحت التراب عظماً رميماً ... وجفاه الأصحاب والخلان
***
وما أحسن ما قال عبد الله بن طاهر:
أليس إلى ذا صار آخر أمرنا ... فلا كانت الدنيا القليل سرورها
فلا تعجبي يا نفس مما ترينه ... فكل أمور الناس هذا مصيرها
***
وقال شرف الدين بن أسد:
يا من تملك ملكاً لا بقاء له ... حملت نفسك آثاماً وأوزارا
هل الحياة بذي الدنيا وإن عذبت ... إلا كطيف خيال في الكرى زارا
وقال بعضهم:
وغاية هذي الدار لذة ساعة ... ويعقبها الأحزان والهم والندم
وهاتيك دار الأمن والعز والتقى ... ورحمة رب الناس والجود والكرم
وقال غيره:
حسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فأغررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر
وقال آخر:
فإن كنت لا تدري متى الموت فاعلمن ... بأنك لا تبقى إلى آخر الدهر
***
مقيم بالحجون رهين رمس ... وأهلي راحلون بكل واد
كأني لم أكن لهمو حبيباً ... ولا كانوا الأحبة في السواد
فعوجوا بالسلام فإن أبيتم ... فأوموا بالسلام على البعاد
***
ولقد سألت الدار عن أخبارهم ... فتبسمت عجباً ولم تبدي
حتى مررت على الكنيف فقال لي ... أموالهم ونوالهم عندي

أبو عبد البر طارق دامي
05-23-2011, 10:27 PM
يا غاديا في غفلة ورائحا ... إلى متى تستحسن القبائحا
وكم إلى كم لا تخاف موقفا ... يستنطق الله به الجوارحا
واعجبا منك وأنت مبصر ... كيف تجنبت الطريق الواضحا
وكيف ترضى أن تكون خاسرا ... يوم يفوز من يكون رابحا

أبو عبد البر طارق دامي
05-26-2011, 04:28 PM
قال أبو العتاهية:
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ في غَدٍ ، ** في قَبرِهِ ، مُتَفَرّقُ الأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّ لنَفسِهِ ** مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها ، مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّ بِرُشْدِهِ ، ** حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِ بِمَنّهِ ** خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّ جُلُودُهُمْ ، ** وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُ الأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ ، وَالحَوا ** ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِ والتنا ** زُلِ والأمورِ عظيمةِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّ مُضللٍ ** بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامةٍ ** عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَةٍ ، وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِ وجوهُهَا ** فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَها وَتَلالي

أبو عبد البر طارق دامي
05-26-2011, 04:35 PM
قال أبو العتاهية:
يا نَفْسِ ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ ، ** كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُ أحلامِ
يا نَفسِ ! ما ليَ لا أنْفَكّ مِنْ طمعٍ ** طرفِي عليهِ سريعٌ طامحٌ سامِ
يا نَفْسِ ! كوني ، عن الدّنيا ، مُبعدةً ، ** وَخَلّفّيها ، فإنّ الخَيرَ قُدّامي
يا نَفْسِ ! ما الذُّخرُ إلاّ ما انتَفَعتِ به ** بالقَبرِ ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُ إكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ في تَصَرّفِهِ ، ** إن الزمانَ لذو نَقْضٍ وإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّى نَذارَتَهُ ، ** وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُ أيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا ، وأعظِمُها ** جهلاً ولم أرَهَا أهلاً لإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌ مَناكِبَهُمْ ، ** حثُّوا بنعشكَ إسراعاً بأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍ تودعهُ ** تهدي إلى حيث لا فادٍ ولا حامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ في تقاربهِمْ ** لولا تفاوتُ أرزاقٍ وأقسامِ

أبو عبد البر طارق دامي
05-26-2011, 06:42 PM
قصر الأمل
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر** ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة** ولا سيما إن خاف صولة قاهر
===
وإن المرء قد سار ستين حجة** إلى منهل من ورده لقريب
===
وما هذه الأيام إلا مراحل** يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها** منازل تطوي والمسافر قاعد
===
نسير إلى الآجال في كل لحظة **وأيامنا تطوي وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه **إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا **فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقي** فعمرك أيام وهن قلائل
===
وما أدري وإن أملت عمرا** لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم** وعمرك فيه أقصر منه أمس
===
إنا لنفرح بالأيام نقطعها** وكل يوم مضي يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا** فإنما الربح والخسران في العمل
===
اغتنم في الفراغ فضل ركوع**فعسي أن يكون موتك بغتة
كم صحيح مات من غير سقم** ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
===
وقال محمود الوراق:
مضي أمسك الماضي شهيدا معدلا** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة** فثن بإحسان وأنت حميد
فيومك إن أعقبته عاد نفعه عليك** وماضي الأمس ليس يعود
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد** لعل غدا يأتي وأنت فقيد
===
جامع العلوم و الحكم

أبو عبد البر طارق دامي
05-27-2011, 10:01 PM
وإني من خوفكم والرجا ... أرى الموت والعيش منكم عيانا
فمنوا على تائب خائف ... أتاكم ينادي الأمان الأمانا
****
الأمان الأمان وزري ثقيل ... وذنوبي إذا عددن تطول
أوبقتني وأوثقتني ذنوبي ... فترى لي إلى الخلاص سبيل؟
****
سبحان من لو سجدنا بالعيون له ... على حمى الشوك والمحمى من الإبر
لم نبلغ العشر من معاشر نعمته ... و لا العشير ولا عشرا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصار تدركه ... سبحانه من مليك نافذ القدر
سبحان من هو أُنسي إذا خلوت به ... في جوف ليلي وفي الظلماء والسحر
أنت الحبيب وأنت الحب يا أملي ... من لي سواك ومن أرجوه يا ذخري
***
وإني لأدعو الله أطلب عفوه ... واعلم أن الله يعفو ويغفر
لئن أعظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت في رحمة الله تصغر
لطائف المعارف

أبو عبد البر طارق دامي
06-01-2011, 06:52 PM
أليس من الخسران أن لياليا ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري
***
يا خد إنك إن توسد لينا ... وسدت بعد الموت صم الجندل
فاعمل لنفسك في حياتك صالحا ... فلتقدمن غدا إذا لم تفعل
***
إن كنت لا ترتاب أنك ميت ... ولست لبعد الموت ما أنت تعمل
فعمرك ما يغنى وأنت مفرط ... واسمك في الموتى معد محصل
***
ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
ألم تعلم أن الحساب أمامكم ... و أن وراءكم طالبا ليس يسأم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم ... ستلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس لمغرور بدنياه راحة ... سيندم إن زلت له النعل فاعلموا
***
يا بائع عمره مطيعا أمله ... في معصية الله كفعل الجهلة
إن ساومك الجهل بباقيه فقل ... باقي عمر المؤمن لا قيمة له
***
لهفي على خمسين عاما قد مضت ... كانت أمامي ثم خلفتها
لو كان عمري مائة هدني ... تذكري أني تنصفتها
***
إذا ما أتتك الأربعون فعندها ... فاخش الإله وكن للموت حذارا
***
وإذا تكامل للفتى من عمره ... خمسون وهو إلى التقى لم يجنح
عكفت عليه المخزيات فما له ... متأخر عنها ولا متزحزح
وإذا رأى الشيطان غرة وجهه ... حيا وقال فديت من لا يفلح
***
وإن امرءا قد سار ستين حجة ... إلى منهل من ورده لقريب
***
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... و كل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ... فإنما الربح والخسران في العمل
***
نسير إلى الآجال في كل لحظة ... وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل
***
وما هذه الأيام إلا مراحل ... يحث بها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها ... منازل تطوى والمسافر قاعد
***
شيخ كبير له ذنوب ... تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي ... وسودت قلبه الخطايا
***
خليلي كم من ميت قد حضرته ... ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليالي قد أرتني عجائبا ... لهن وأيام خلت وشهور
وكم من سنين قد طوتني كثيرة ... وكم من أمور قد جرت وأمور
ومن لم يزده السن ما عاش عبرة ... فذاك الذي لا يستنير بنور
لطائف المعارف

وردة
06-02-2011, 02:16 PM
احسنت اخي الفاضل

جزاك الله خيرا وسدد خطاك

أبو عبد البر طارق دامي
06-02-2011, 02:41 PM
احسنت اخي الفاضل
جزاك الله خيرا وسدد خطاك

جزاك الله خيرا و نفع بك

أبو عبد البر طارق دامي
06-28-2011, 05:58 PM
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ ** بمنزلةٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ، ** فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ ** فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعةً ** إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَةٌ يَندُبونَهُ ، ** فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ ، كَريهٍ حُلُولُهُ ، ** وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى ** بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ ، ** ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ ** وَهَيّجَ ، أحزاناً ، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً ** أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ ، وَاصِفُ

أبو العتاهية