المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذر أن تكون من الظانين بالله ظن السوء !


وردة
06-04-2011, 08:15 PM
--------------------------------------------------------------------------------
ذكر أهل العلم لسوء الظن بالله تعالى أمثلة كثيرة منها :-
1-الظن بأن الله لاينصر دينه وأنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق بالكلية .
2-القنوط من رحمة الله تعالى واليأس من روحه والظن بأن ذنوبه وصلت لدرجة لاتجدي معها توبة ولاتسعها رحمة .
3-الظن بأن من صدق الرغبة والرهبة وتضرع لربه وتوكل عليه أنه يخيبه ولا يعطيه سؤله، فإن هذا ظن غير مايليق بأسماء الله وصفاته ووعده الصادق .
4-الظن بأن ما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات ظاهره التشبيه والتمثيل ،وأنه إنما رمز للمراد منها بإشارات بعيدة لايفهما الا القليل من الناس ،فإن هذا ظن غير مايليق بالله تعالى وبيان كتابه .
5-سوء الظن في حكمة الرب وعدله في عطائه ومنعه . وهذا كثير غالب في الناس فعامتهم يعتقد أنه مبخوس الحظ وأنه يستحق فوق ماأعطاه الله ولو فتشت من فتشت لوجدت عند تعنتا للقدر وملامة له, فمستقل ومستكثر , وفتش نفسك هل أنت سالم فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا !!
يقول ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة : " فأكثر الخلق ، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ، ومنعني ما أستحقه ، ونفسه تشهد عليه بذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ، ومن فتش نفسه ، وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته ، لرأيت عنده تعتبا على القدر وملامة له ، واقتراحا عليه خلاف ما جرى به ، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك .
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع ، وليتب إلى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء ، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ، ومنبع كل شر ، المركبة على الجهل والظلم ، فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين ، وأرحم الراحمين ، الغني الحميد ، الذي له الغنى التام ، والحمد التام ، والحكمة التامة ، المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته ، وأفعاله وأسمائه ، فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه ، وصفاته كذلك ، وأفعاله كذلك ، كلها حكمة ومصلحة ، ورحمة وعدل ، وأسماؤه كلها حسنى .
فلا تظنن بربك ظن سوء فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قط خيرا وكيف بظالم جان جهول
وقل يا نفس مأوى كل سوء أيرجى الخير من ميت بخيل
وظن بنفسك السوآى تجدها كذاك وخيرها كالمستحيل
وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل
وليس بها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل
"

أبو عبد البر طارق دامي
06-05-2011, 08:02 PM
جزاك الله خيرا

موضوع يستحق القراءة و التأمل

وردة
06-05-2011, 08:23 PM
جزاك الله خيرا

موضوع يستحق القراءة و التأمل


بارك الله فيكم