المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السواك ( فضيلته - فوائده - إعجاز )


محب الدعوة
07-21-2011, 06:05 AM
السّـواك

تعــريفـه

استعمال عود ونحوه في تنظيف الأسنان، واللِّثَةِ ، واللّسان ، وأفضله عود الأراك.

حـكـمـه

سنة مؤكدة يؤجر من فعله ولا يأثم من تركه ، أمر به النبي وحث عليه، وفي ذلك أحاديث كثيرة منها :

قوله : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة [ رواه البخاري ] .

قوله : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب [ رواه أحمد ] .

الحكمـة مـن مشـروعيتـه

شرع رسول الله لأمته السواك على وجه السنّة ، وأكثر عليهم من الأمر به وذلك لما فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة ، فمنها :

في السواك مرضاة للرب سبحانه ، لما فيه من اتباع شرعه ، وتطييب الفم عند الذكر والقراءة .

فيه مسخطة للشيطان لما يترتب عليه من رضا الرحمن .

فيه تطهير للفم ، وتطييب لرائحته .

فيه تنظيف للأسنان واللثة واللسان مما يعلق بها من بقايا الطعام .

فيه وقاية للأسنان من التسوس والفساد .

فيه وقاية لِلِّثة من الأمراض ، وتقوية لها .

الحـالات الـتي يتأكـد فيهـا السـواك أكثـر مـن غيرهـا

عند الوضوء : قال رسول الله : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء [ رواه البخاري ] .

عند القيام إلى الصلاة : قال رسول الله : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة [ رواه البخاري ] .

عند الاستيقاظ من النوم ؛ لأنّ رائحة الفم تكون متغيّرة ، قال حذيفة : « كان رسول الله إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [ رواه البخاري ].

عند قراءة القرآن : تطهيراً لرائحة الفم .

عند دخول المنزل : عن عائشة : « أن النبي كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك » [ رواه مسلم ] .

عند تغير رائحة الفم ، وذلك له أسباب مثل : الأكل ، وطول السكوت، وغيرهما .

استخـدام فرشـاة الأسنـان والمطهـرات الحديثـة

لما كان المقصود من مشروعية السواك تنظيف الفم وتطييبه ؛ فإِن كل ما يحقق هذا المقصد له حكم السواك .

وفرشاة الأسنان والمعاجين الحديثة تسهم بقوة في تنظيف الفم وتطييبه ، ولذلك فإن لها حكم السواك في المشروعية أي : السنيّة، إِلا أنها لا تغني عنه، فالسواك يمكن اصطحابه في كل حين خاصة عند أداء الصلاة بخلاف غيره .

واستخدام عود الأراك أفضل من غيره لما فيه من مواد طبيعية منظفة ومطهرة؛ ولأنه أيسر تناولاً ، وأقل كلفة ، وبه يكون اتباع السنة .

العمـل عنـد فقـد السـواك

وإن لم يجد الإنسان السواك أو الفرشاة والمعاجين ؛ فإنه ينظف أسنانه بكل ما يحقق المقصود أو بعضه ؛ كالمنديل ، أو بأصبعه مع الماء ، أو نحو ذلك ويحصل له الأجر إن شاء الله .

نصـائـح وإرشـادات

السواك مشروع للرجل والمرأة ، للصغير والكبير ، للصائم والمفطر .

السنة أن يبدأ بالاستياك من جانب فمه الأيمن ؛ لأن النبي يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شؤونه كلها والسواك من الأمور الممدوحة التي يبدأ بها باليمنى والشق الأيمن .

لا يجوز للمسلم أن يلقي بالشعيرات الساقطة من السواك في المسجد ، احتراماً للمسجد وتنظيفاً له .

إذا كبر الإمام للصلاة فلا يجوز أن يتأخر المأموم عن التكبير لأجل أن يتسوك؛ لأنّ الدخول بالفرض أهم من السنّة .

السواك في نظر العلم

لقد أنعم الله على البشرية بالإسلام وأرسل رسوله محمداً هاديا ومعلما، فكان الإسلام هو الدين الوحيد الذي جمع بين الدنيا والآخرة ، - واهتم الإسلام بالروح والجسد ولم يفضل واحداً على الآخر - فجاء العلاج متكاملا وشافيا، وبذلك يعيش المسلم في حياة قوامها التوازن بين روحه وجسده ، ولا يتسع المجال هنا لحصر الأمثلة على ذلك ولكننا سنتناول جانبا عني به الإسلام أكثر ما عني ألا وهو طب الفم ، ولا أدل على ذلك من أن نستعرض الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا المجال . في الوقت الذي كان المسلمون يستعملون السواك في تنظيف الأسنان اقتداء بالنبي ، كان الغربيون – كما يقول الأستاذ الدكتور شوكت الشطي – أقل تذوقا للنظافة من الشعوب المتوحشة - فقد كانوا يتمضمضون بالبول لوقاية أسنانهم كما كان شائعا عند نبيلات الرومان ، وكانوا يفضلون البول الآتي من إسبانيا !، فإذا لم يتيسر استعاضوا عنه ببول الثيران ، وقد كان ذلك شائعا حتى القرن السادس عشر .

يقول رسول الله في حديث صحيح رواه أحمد والنسائي وابن ماجه: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب [ رواه البيهقي ] .

وفي مسند الإمام أحمد عن التميمي قال : سألت ابن عباس عن السواك، فقال : « ما زال النبي يأمرنا به حتى خشينا أن ينـزل عليه فيه وحي » ، وتعالوا نرى كيف كان رسول الله يقضي ليله .

يقول ابن عباس في حديث صحيح أخرجه أبو داود : « بت ليلة عند رسول الله فلما استيقظ من منامه أتى طهوره ، فأخذ سواكه فاستاك ثم توضأ ، فأتى مصلاه ، فركع ركعتين ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ، ثم أوتر » ويقال أنه في موقعة الفسطاط التي أدت إلى فتح مصر ، رأى الكفار المسلمين وهم يستاكون ، فظنوا أن المسلمين يشحذون أسنانهم لأكلهم ، ولكن الحقيقة أن المسلمين كانوا يستاكون لينالوا مرضاة ربهم ، ويهبهم النصر .

وإن أحسن أنواع المساويك تلك التي تتخذ من شجر الأراك ، فقد كان سواك رسول الله من شجرة الأراك ، وتنمو هذه الشجرة في المملكة العربية السعودية وفي طور سيناء والسودان وباكستان وإيران وغيرها .

السـواك فـي الطـب الحديـث

أكد الطب الحديث فوائد السواك ، فقد جاء في بحث للدكتور طارق الخوري والمنشور في مجلة طب الأسنان الوقائي الإكلينكي Clinical Preventive Dentistry عام 1983 : أن أغصان الأراك تحتوي على : مادة الكلور والتي تفيد في إزالة الصبغة والتلوين عن الأسنان ، ومادة السيلكا وهي مادة تبيض الأسنان، ومادة صمغية Resins وتعمل على تغطية المينا وحمايته من التسوس ، ومادة ثلاثي المثيل أمين وتعمل على التئام جروح اللثة ، ومواد قلوية تعمل على منع التسوس .

وقد استعرض الأستاذ الدكتور محمد علي البار في كتابه القيم « السواك» آخر الأبحاث العلمية التي نشرت حول موضوع السواك ، ومنها بحث للدكتور عبد الرحيم محمد « من الرياض » والدكتور جيمس ترند « من الولايات المتحدة » أكدا وجود مواد قاتلة للجراثيم ومواد مضادة للالتهاب ومضادة للتسوس في أعواد الأراك ، ويقول مدير علم الجراثيم في جامعة روستوك الألمانية :

« إن هناك حكما كثيرة ، في استخدام العرب للمسواك بعد بله بالماء لأن استعماله جافا لا ينجح لما يحويه من مادة مضادة للجراثيم ، ولو استعمل جافا فهناك اللعاب الذي يمكنه حل هذه المادة الموجودة فيه» .

أما الحكمة الأخرى فهي في تغيير المسواك من حين لآخر « أي قطع الجزء المستخدم ، واستبداله بجزء آخر » لأنه يفقد مادته الهامة المقاومة للجراثيم بطول مدة الاستخدام .

وقال الدكتور كينت كيوديل أمام المؤتمر الثاني والخمسين للجمعية الدولية لأبحاث الأسنان في أتلانتا الأمريكية : « أنه لوحظ أن الذين يستعملون السواك يتمتعون بأسنان سليمة ، وأن بعض الشركات في بريطانيا والهند تصنع معاجين أسنان تدخل بها مواد مأخوذة من السواك » .

وقد أكدت الأبحاث التي أجريت في جامعة الرياض أن في المسواك مادة السنجرين ، وهي مادة مطهرة وقابضة توقف النزف . وبالمسواك صموغ ونشا وأملاح تجعل للعاب قواما لزجا يساعد على التنظيف .

وقد قام الدكتور عبد الرحيم محمد الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة الرياض ببحث وجد فيه أنه إذا استخدم رأس السواك لمدة تجاوزت اليوم ، دون تغيير هذا الجزء ، فإن بعض المواد يمكن أن تؤثر على الأنسجة المحيطة بالأسنان ، لذلك يوصى المتسوكون باستخدام السواك لمدة 24 ساعة، وبعد ذلك يقطع الجزء المستخدم ، ويستخدم جزء جديد .

اكتشف فريق بحث دولي المكونات السرية في عيدان السواك الذي يستخدم على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا والبلاد العربية؛ لتنظيف الأسنان وحماية اللثة من الأمراض .

فقد كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة « إيلينويس» بشيكاغو، وجامعة « ستيلينبوش» في « تايجربيرغ» بجنوب أفريقيا عن أن السواك يحتوي على مواد طبيعية مضادة للميكروبات تمنع إصابة الفم بالأمراض، وتقلل ظهور التجاويف السنية وأمراض اللثة.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على كشف أسرار قدرة السواك في تنظيف الأسنان أن أعواد السواك التي عادة ما تستخلص من جذور أو سيقان الأشجار والشجيرات المحلية في البلدان التي تستخدمها، وتُسْتعمل بعد مضغ أطرافها حتى تُهْترأ، ثم تستخدم كفرشاة لتنظيف الأسنان، فعالة كفرشاة الأسنان تمامًا في إزالة طبقة «البلاك» المتراكمة على الأسنان وتدليك اللثة، مشيرين إلى أن هذه الأعواد تمثل بديلاً أرخص ثمنًا لسكان العالم الثالث، حيث لا تتوافر فرش الأسنان.

وأشارت الدكتورة كريستين - أستاذة طب الأسنان واللثة في جامعة إيلينويس الأمريكية - إلى أن عيدان السواك المستخدمة في ناميبيا مثلاً، بعد استخلاصها من نبات يعرف باسم « ديوسبايروس لايسيويديس » يحتوي على ستة مركبات تقاوم الميكروبات ، أربعة منها متحدة مع مادة «ديوسبايرون » والآخران هما « جوجلون » و « 7 » ميثيل «جوجلون» وهما مادتان سامتان تتواجدان في الجوز الأسود أيضًا، يعتقد أنهما الأكثر فعالية ضد البكتيريا، حيث تصل درجة فعاليتهما إلى فعالية مستحضر غسول الفم الذي يعرف باسم « ليستيرين » .

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء الأمريكية إن آلية عمل السواك الذي يعرف في الهند باسم « نيم » ، وفي الشرق الأوسط باسم « مسواك » ، في قدرته على مهاجمة الميكروبات لم تتضح بعد.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن معدلات تسوس الأسنان بين مستخدمي السواك كانت أقل بالرغم من تناولهم أغذية غنية بالسكريات والنشويات، كما أثبتت دراسات أخرى أن آثاره المزيلة لطبقة البلاك تعادل آثار فرش الأسنان المستخدمة لنفس الهدف.

وقد استخدم فريق البحث أحدث التقنيات الحيوية لعزل المركبات الموجودة في السواك الناميبي، حيث تتركز آليات الحماية في معظم النباتات في اللحاء أو في الأخشاب القريبة منه فتقلل الأشجار بهذه الطريقة خطر إصابتها بالأمراض.

من جانبه، أكد الدكتور كين بيوريل مدير الشئون العلمية في مجلس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، إن هذه الاكتشافات لا تعني التخلي عن معجون الفلورايد وفرش الأسنان، ولكن السواك قد يكون بديلاً عندما لا تتوافر فرش الأسنان.

ويرى أن المركبات الجديدة التي تم اكتشافها في السواك، الذي يستخدمه سكان المناطق الريفية في العالم الثالث بكثرة، قد تصبح أساس المنتجات الطبية في المستقبل، وتدعم هذه الدراسة ما أكده الدين الإسلامي الحنيف قبل أربعة عشر قرنًا على فوائد السواك حيث أوصى الرسول المسلمين باستخدامه قبل كل صلاة. وقبل، ذلك سوف - نذكر نبذة بسيطة عن بعض المعارف الحديثة - التي وصل إليها طب الأسنان، ثم نطابق بين هذه النظريات الحديثة وما ورد في الأحاديث النبوية .

فالفم : هو المدخل الرئيس لأعضاء الجسم الداخلية، ويمكن إدراك المخاطر التي يمكن أن تصيب هذه الأجهزة سواء الجهاز التنفسي العلوي أو الرئتان أو الجهاز الهضمي إذا ما أصيب الفم، وعلاوة على ذلك فإن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان وبمنطقة الوجه يمثل خطورة كبيرة على الإنسان إذ هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيس « المخ » لذا كانت آلامه لا تحتمل من هنا تتضح الأهمية القصوى لاهتمام الرسول بتنظيف الفم والعناية به.

تسبح الأسنان دوما في اللعاب وتكسو كل « سن سليمة طبقة رقيقة من هذا اللعاب وتلتصق بها » فإذا ما اتسخت هذه اللعابية فإن الأسنان يعلوها الكلس والأوساخ التي تضم بين جنباتها الجراثيم ولقد وجد أنه حتى بعد تلميع الأسنان تتكون " هذه الغلالة في أقل من ساعة ولا يزداد سمكها عن ميكرون واحد، وحالما تتكون هذه الغلالة تبدأ الجراثيم المتواجدة بالفم كقاطنين طبيعيين، تبدأ في - الالتصاق - عليها أما إذا لم يتم إزالة هذه المادة الرخوة باستمرار لمدة 24 ساعة فيتضح بمجرد النظر للأسنان ، تواجد رواسب رخوة عند اتصال اللثة بأعناق الأسنان ، ولقد أثبت العلماء في تجاربهم على الحيوانات أن ترسب هذه المادة الرخوة لا يتأثر إطلاقا بمرور الطعام من عدمه في أفواه الحيوانات التي تتغذى بطريقة الأنابيب المعدية، وبهذا ثبت أن مضغ الطعام للمواد الليفية لا يمنع تكون هذه الرواسب الرخوة، ولم يتمكن العلماء حتى الآن من معرفة كيفية التصاق هذه الرواسب الجرثومية على أسطح الأسنان ولكنه ثبت أن هذه الالتصاقات تزداد داخل أفواه الأشخاص غير القادرين على تنظيف أسنانهم باستمرار، وسرعان ما تبدأ الجراثيم الفمية بتكوين مستعمراتها الاستيطانية ، وحينئذ يبدأ نهجها الاحتلالي على الأسنان.

وتسمى الجراثيم الملتصقة على أسطح الأسنان « اللويحة السنية » وقد اعتبرها علماء العصر الحالي والقديم أنها العامل الأساسي في نخر الأسنان وأمراض اللثة التي تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان.

ولقد أثبتت البحوث الحديثة أن الجراثيم المستوطنة في اللويحة السنية تغير شكلها وكميتها على الدوام، وكذلك طرق التصاقها بأسطح الأسنان وبذلك يزداد عتوها ويتمركز تأثيرها على كل الأنسجة الرخوة « اللثة » والصلبة «الأسنان» .

وقد يقل معدل تكوين هذه الالتصاقات بتأثير وقوام المواد الغذائية المتناولة، وكذلك التركيب الكيميائي والفيزيائي للعاب الإنسان . ولقد تمكن العلماء من إصابة بعض من المرضى بأمراض اللثة عندما طلبوا منهم الامتناع عن استعمال الفرشاة لمدة 3 أسابيع، وهكذا وصلوا للاستنتاج أن السبب المباشر لالتهابات اللثة ونخر الأسنان هي اللويحة الجرثومية حيث ثبتت العلاقة بين تواجد الجراثيم وأمراض الفم والأسنان.

أما من حيث علاقة المواد الغذائية وتكون اللويحة الجرثومية، فلقد أثبتت الأبحاث أن المواد السكرية ، تساهم في تكوين هذه الطبقة وذلك بتغذي الجراثيم عليها ، كما أنها تساعد على سرعة التصاق الجراثيم وقوتها بسطح الأسنان، وتتحكم الظروف المحيطة باللويحة السنية وما تحتويه من جراثيم في قوة تأثير هذه الترسبات على الأنسجة المجاورة، فمثلا نسبة الحموضة تركيز السكر في اللعاب ، وكذلك الأحماض الأمينية والفيتامينات . كما تقوم المواد السامة التي تفرزها هذه الجراثيم بتنظيم ديناميكية الأنزيمات المطلوبة في عملية التمثيل والنمو الجرثومي للويحة ،وهنا يجب أن نذكر أن هذه المعدلات يعتمد بعضها على البعض حتى إنه إذا ما أصيب أحدها بالخلل أصيبت باقي المعدلات بالخلل أيضا.

ويراعى أنه كلما ازداد سمك اللويحة السنية ازداد تمثيلها الغذائي ، كلما قاومت قوة الإزاحة باستعمال أي آلة لإزالتها كالفرشاة مثلا. وإذا ما أردنا تطبيق هذه المعلومات لما أوصى به الرسول من وجوب اهتمام الإنسان بنظافة الفم حين قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب [ رواه البخاري ]. تعليقا وابن حبان وابن خزيمة وإسناده صحيح وفي الصحيحين أن رسول الله قال : ولولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة [ رواه البخاري ] ، ليتضح من ذلك أن مستعمل السواك في أحسن حال وذلك من جهة تكرار إزالة اللويحة بتكرار استعمال السواك في اليوم.

ومما سبق تتضح النظرة العلمية المدققة لرسول الله فلقد ثبت فعلا تراكم الجراثيم مباشرة بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان ، الأمر الذي جعل الرسول يوصي بإزالة هذه الترسبات التي لا تزول إلا بالحك الآلي ، وكلما ركد اللعاب كما ذكرنا من قبل ازدادت ترسبات اللويحة السنية التي تشجع استيطان الجراثيم ، ولقد اتخذ سيدنا محمد عادة إزالة هذه الالتصاقات من على الأسنان حتى أثناء الليل حيث ورد في الصحيحين : « أن النبي كان إذا قام من الليل ، يشوص فاه بالسواك»

ولقد أمر رسول الله باستعمال السواك في حقبة من الزمن ، لم تكن تعرف فيه المعارف الطبية، ولا جدال إذن أن رسول الله « كان أول من أمر بالعناية بنظافة الفم » وحفظ صحة الأسنان عند المسلمين المجلة الإسلامية الشهرية لطب الأسنان مجلد « 36 ، 8191 ص 236 - 366 » .

والسواك : كما ذكر أنه من شجرة تسمى « أراك » واسمها العلمي هو السلفادورا برسيكا وهي تنمو في مناطق عديدة حول مكة وفي المدينة المنورة وفي اليمن وفي أفريقيا، وهي شجرة قصيرة ، لا يزيد قطر جذعها عن قدم، أطرافها مغزلية ، أوراقها لامعة جذوعها مجعدة ولونها بني فاتح والجزء المستعمل هو لب الجذور ولاستعماله يجفف ثم يحفظ في مكان بعيد عن الرطوبة وقبل استعماله يدق بوساطة آلة حادة ثم يبدأ في استعماله أو إذا كان جافا يغمس في الماء ثم تسوك به الأسنان ويظل استعماله هكذا حتى إذا ضعفت وتآكلت يوقف استعماله ثم يقطع هذا الجزء ويستعمل جزء آخر وهكذا.

لقد ثبت بتحليله كيميائياً أنه يحتوي على الآتي :

تراي مثيل أمين.

نسبة عالية من الكلوريد والفلوريد والسيليكا.

كبريت.

فيتامين ج.

كمية قليلة من مادة الصابونين والتانين والفلافونيد.

كمية وفيرة من مادة السيتوستيرول.

وبنظرة بسيطة على المكونات الكيميائية للسواك يمكن معرفة الآتي :-

ثبت أن لها تأثيرا على وقف نمو البكتيريا بالفم وذلك يمكن أن يكون بسبب وجود مادة تحتوي على الكبريت.

مادة التراي مثيل أمين تخفض من الأس الأيدروجيني للفم « وهو أحد العوامل الهامة لنمو الجراثيم » وبالتالي فإن فرصة نمو هذه الجراثيم تكون قليلة.

إنها تحتوي على فيتامين ج ومادة السيتوستيرول، والمادتان من الأهمية بمكان كبير في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة، وبذلك يتوفر وصول الدم إليها بالكمية الكافية، علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة من الالتهابات.

تحتوي على مادة راتنجية تزيد من قوة اللثة.

تحتوي على مادة الكلوريد والسيليكات وهي مواد معروفة بأنها تزيد من بياض الأسنان.

ولقد وجدنا أنه من المناسب أن ندرس هذا الموضوع دراسة علمية ونقارن النتائج ببعض المستحضرات الموجودة في الأسواق حاليا، لقد أجرينا البحث على ثمانين شخصا وقسموا إلى أربع مجموعات بحيث استعمل كل عشرين السواك . و السواك المسحوق ، ومسحوق أسنان تجاري، ومادة النشا.

وكان الغرض من البحث هو إيجاد أجوبة على الأسئلة التالية :-

هل يحل السواك كما هو محل فرشاةومعجون الأسنان ، بالرغم من كونه آلة مستقيمة لا يمكن استعمالها في أماكن معينة من الفم مثل الأسطح اللسانية للأسنان؟.

عند سحق السواك إلى مسحوق ناعم واستعماله مع فرشاة الأسنان هل يمكن بهما إزالة اللويحة السنية كما يفعل المعجون التجاري والفرشاة؟

كم تبلغ درجة كفاءة المسواك أو المسواك المسحوق كمنظفين للأسنان إذا ما قورنت هذه الكفاءة بكفاءة المساحيق المصنعة سواء الناعم منها أو الخشن؟

ما هي مكونات المسواك الطبيعية التي يمكن استعمالها بعد استخلاصها كيميائيا بالتوالي لتقرير صلاحية أي من هذه المكونات في نظافة الأسنان؟

ولقد أثبت البحث السريري العديد من النقاط أهمها :-

أن تعاليم الإسلام وتوجيهات رسول الله في استعمال السواك تماثل تماما ما ترنو إليه مهنة طب الأسنان الحديثة، ألا وهو ضرورة إزالة اللويحة الجرثومية وهي بكر قبل نضوجها وازدياد عتوها على الأنسجة الرخوة والصلبة.

عملية استمرار السواك يوميا قبل الصلاة وبصورة مكررة كما ورد في تعاليم الرسول في هذا المجال تؤدي إلى درجة عالية من نظافة الفم.

احتواء المسواك على المواد الطبيعية أعطى المسلم - الذي داوم على استعمال المسواك منذ الصغر- أعطاه نعومة للأسنان ، ولاحتوائه على مادة السيليكا، صلابة فيها وفي مينائها، ولاحتوائه على مادة الفلورين قوة في اللثة، ولاحتوائه على التانين ، وفيتامين ج ، تقوية الأوعية الدموية اللثوية واحتمال وجود مادة مطهرة للفم خاصة « الكبريت » .

أظهر البحث أن نظافة فم مستعملي السواك المسحوق قد وصلت إلى درجة عليا من النظافة وغياب الالتهابات وذلك بالمقارنة مع المسحوق التجاري والنشا المستعملين في مجموعتين أخريين.

تحسن التهابات اللثة التي سجلت قبل بدء البحث في المجموعتين اللتين استعملتا السواك والسواك المسحوق عن المجموعتين اللتين استعملتا المسحوق التجاري والنشا.

واستخلص البحث ضرورة تطبيق استعمال السواك إذا ما ابتدأت إحدى البلدان الإسلامية في إجراءات وقائية لسلامة الفم والأسنان خصوصا وأن المسواك متواجد بكثرة في هذه البلدان ، ورخيص الثمن ، وكفانا أن المسلم قد تبنى استعماله دوما ومتكررا كجزء من تعاليم الدين الحنيف.

وهكذا - يتضح - مما سبق أن للسواك فوائد صحية للفم تفوق ما استحدث من أدوات وأدوية تستعمل في نظافة الفم، وأن أول من أفاد باستعماله هو نبينا محمد الذي عاش في القرن السابع الميلادي بعقلية تفهم القرن الحادي والعشرين الميلادي بعد أن عبر عن معلومات لا تنتمي إلى إبكار عصره وإنما ثبتت صحة أوامره في صحة الفم بعد عدة قرون.

الدكتور حسان شمسي باشا استعمال السواك لنظافة الفم وصحته

الجزء الأول :- دراسة سريرية وكيميائية

د . محمود رجائي المصطيهي د . أحمد عبد العزيز الجاسم

د . إبراهيم المهلهل الياسين د . أحمد رجائي الجندي

د . إحسان شكري الكويت .

منقول .