المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتساب فـي الـزواج


مهاجرة الى ربى
06-28-2010, 03:44 PM
الاحتساب فـي الـزواج




الاحتساب في اختيار الزوج أو الزوجة المناسبة وفترة الخطوبة.
الاحتساب في الزواج وإنجاب الأبناء.
الاحتساب فى اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة:
لماذا تتزوج؟... لماذا تتزوجين؟
لا تتعجب من سؤالي، فقد تعودنا أن كل الناس يتـــزوجون! ولكن لم نفكر: لِمَ نتزوج؟ وكيف نجعل الزواج عبادة نؤجَر على كل لحظة فيها؟
كيف تحوِّل زواجك إلى عبادة تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى؟
أليس الله هو خالقنا وبارئنا ومدبر أمرنا من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟
أليس هو أعلم بما يفرحنا ويتعسنا والصالح والطالح من أمورنا وشؤون حياتنا؟
قال رسول الله #: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»[1].
وقال - صلوات ربي وتسليماته عليه -: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقَه، فأنكحوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله! وإن كان فيه؟! قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه» ثلاث مرات[2].
ومعنـى كلام الحبيـب أن المـرأة تُرغَـب لأكثر من سبب، ولكن ذا الهمة العالية لا يتزوج من أجل دنيا!
  أحدكم يقول: إذن لِمَ نتزوج؟ أيتزوج أحدنا من أجل الآخرة؟
وأقول له نعم! الكثيرون - بنعمة الله وفضله - تزوجوا ليرضوا الله وليس من أجل سعادة شخصية أو دنيوية!
كيف...؟
الحياة الدنيا ما هي في يوم القيامة الذي هو خمسون ألف سنة إلا ساعة. قال - تعالى -: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْـمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ * فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الروم: ٥٥ - ٧٥].
وما الدنيا في الجنة الخالدة إلا لحظة؛ فما بال من ضيع آخرته الخالدة من أجل لحظة؟
أين عقلك...؟ أين قلبك...؟ أين دينك...؟ أين حب ربك... بارئك... رازقك... مدبر أمرك من حساباتك العظيمة في الدنيا؟
 الكثير منا يخطط بدقة شديدة لكل خطوة في حياته الدنيا، ونادراً ما نجد من يخطط لإقامته في الجنـة خلـوداً لا ملل فيه ولا لغو ولا رتابة.
من منا يفكر أن يكون له أكثر من بيت في الجنة ينتقل بينها كيف يشاء؟ وذلك بالقيام بعبادة بسيطة، وهي صلاة 12 ركعة تطوعاً كل يوم (السنن الرواتب).
تخيل بيتاً في الجنة كل يوم!
فما رأيكم فيمن يفكر في الزوجة التي سترافقه في الجنة ويدقق في اختيارها على أساس الدين والخلق؟ ستكون أجمل من الحوريات لطاعتها لربها وصومها وقيامها وطاعتها لزوجها.
أليــس عنده حق مَن يدقق في اختيار الزوجة الصالحة؟
أليس عندها حق أن تدقق في اختيار الزوج الذي سيقربها إلى الله وتدخل معه الجنة ليكونا زوجين خالدين إلى أبد الآبدين إن شاء الله؟
لقد قال رسول الله #: «إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة»[3].
إن الدنيا اختبار لك ولها؛ والاختبار معروف والأسئلة والأجوبة معروفة مسبقاً! تأملوا معي؛ أهناك أسهل من هذا الاختبار؟
بل الاستعـانة بقريب أو صديق متاحة أيضـاً... يا الله ما أيسر اختبارك!
ومع هذا سيرسب الكثيرون!
والذكي والمجتهد هو الذي يتخذ شريكة حياته مجتهدة تيسر عليه النجاح في الاختبار وتعينـــه على طاعتــه - سبحانه وتعالى - بل وتبنون بيتكم في الجنة بأعمالكم طوبة طوبة، كما يقال في المثل الشائع.
قال الله - تعالى -: {وَمَا هَذِهِ الْـحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْـحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: ٤٦].
تذكرون الله سويةً؛ فتكون لك نخلة في حديقة بيتكم في جنة عدن، ولكن انتظر! نخل الجنة خير من الدنيا وما عليها؛ فكم نخلة تريد؟
وما نوع الفواكه التي تريد أن تملأ حديقتك؟ وأي اللحوم تفضِّل؟
أسئلة كثيرة؛ فملذات الجنة لا تعد ولا تحصى.
فكيف تُحتَسب فترة اختيار الزوج أو الزوجة الصالحَيْن؟
احتسب أنك تتزوج لإرضاء الله، بأن تبني بيتاً مسلماً تقيم فيه شعائر وشرائع الله، وأن تربي أطفالاً مسلمين يوحدون الصف المسلم ويرفعون اسم الله عالياً خفاقاً، احتسب أن تربي من مثل صلاح الدين في شجاعته وإقدامه ونشــره لدين الله أو السيدة فاطمة الزهراء في عقلها وورعها أو سيدنا يوسف في عفته أو السيدة مريم في عبادتها لله.
احتسبي أن تصلحي دين إنسان مسلم بعفته في بيت مسلم يرضى الله عنه.
احتسبا الاستعانة ببعضكما على طاعة الله في الذكر... في الصلاة... في الصيام... في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
احتسبا أن تكونا ضمن قافلة الغرباء في زمن كثرت فيه الفتن؛ فكونا لبعضكما مغاليق لأبواب الشيطان، وقَّافين عند حدود الله.
  احتسب الالتزام بالضوابط الشرعية: من عدم الانفراد بالخطيبة بدون محرَم؛ حتى يبارك الله ذلك الزواج ويرضى عن هذا البيت المسلم... فما رأيك في بيت أُسِّس على رضوان من الله: أهو أفضل، أم بيت بدأ بعصيان وخرق لحدود الله؟ ففي حديث جابر مرفوعاً قال #: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يخلوَنَّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها؛ فإن ثالثهما الشيطان »[4]. 
احتسـب واحتسبـــي فــي معـاملــــة أهــــل الخطيـــب أو الخطيبـة معـاملـة حسـنـة؛ فهـم الذيـن قامـوا بتربيتـــك أو تربيتها على الدين والخلق الحسن؛ فهي صلة رحم أظنــك لا تقطعها ولا تقطعينها.
احتسب في عدم الخوض مع الخائضين من شباب هذا الزمن الذين يقيمون حفلات خطوبة لا تخلو من الغناء والمجون والخلاعة والرقص... اتقوا الله في بيتكم الذي تتمنـون أن يرضـى اللـه عنـه ويبدأ برزق حسن، احتسـبوا ألا تنفقوا أموالكم في مـا يغضب الله. قـال الله - تعالى -: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْـمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْـمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْـخَائِضِينَ} [المدثر: ٢٤ - ٥٤].
تذكَّر - أخي وأختي - أنْ سوف يُسأل كلٌ منكما عن ماله فيمَ أنفقه ضمن أسئلة الرحمن له يوم القيامة؛ فاحتسب عند قيامك بحفلة إسلامية خالية من المعاصي والموبقات أن تنجح في الإجابة على هذا السؤال.
احتسبي في معاملـة الخطيـب كأجنبـي لا يصـح ولا يجوز فعل ما يسمونه (عُرْف) من قيام الخطيب بوضع خاتم الخطبة في إصبع الخطيبة وما في هذا من خطأ شرعي.
قال رسول الله #: «لأن يُطعَن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له»[5]. 
احتسبا إقناع أهلكما - بالتي هي أحسن - بهذه الخطوات الشرعية؛ لكونهم لم يتعودوا تغيير التقاليد المتعارف عليها وقولا لهم: الله ورسوله أَوْلى أن يطاعا، وأحتسب أن أظفر بشفاعة النبي # بهذا الفعل لاتباعي سنته... أهلنا يحتاجون منا أن نذكِّرهم فقط؛ ففيهم الخير بإذن الله.
قال الله - تعالى -: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [الأعراف: ١٠٢].
احتسب أن تكون قدوة لكل من يعرف بسنَّتك الحسنة التي أحييتها بقدرة الله وفضله عليك وأن يقتدوا بك ويقلدوك؛ فتثاب مثل ثوابهم لا ينقص من ثوابهم شيئاً.
قال رسول الله #: «من سن سنة حسنة فعُمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن سنة سيئة فعُمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً»[6].
تعوَّدي مع خطيبك على وِرد من القرآن أو السُّنة أو السيرة أو مسالة فقه أو الرقائق أو أيٍّ من أطايب علوم الإسلام التي تقرب من الرحمن وترضيه عنكما أن يؤدم بينكما ويبارك في بيتكما. احتسبا أن يكون لقاؤكما في وجود محرَم في مرضاة الله وليس في سخطه.
احتسب بداية حياتك الزوجية التي ستنتهي - بإذن الله - بالجنة سويةً برضى الله، وذلك بالتصدق عند بداية الــزواج، أو القيام بعمرة أو حجة حسب المقدرة... فأبواب الخير كثيرة.
=====

[1] صحيح البخاري.

[2] حسنه الألباني، التعليقات الرضية.

[3] صحيح: الألباني، صحيح ابن ماجة.

[4] صحيح: الألباني.

[5] صحيح الجامع.

[6] صحيح ابن ماجة.




http://www.albayan-magazine.com/bayan-267/bayan-21.htm

محب الدعوة
06-29-2010, 11:50 AM
أحسنت وبارك الله فيك ، وصايا قيمة ، وفي وقته أيضا ، والزواج نعمة عظيمة ، ولكن من هو الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة ، ذلك الاختيار محسوم لمن تدبر الأمر جيد وفقه أمر دينه ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ....

قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم
06-30-2010, 05:25 AM
كلمات جدا رائعه لاحرمك الله الأجر و

http://www9.0zz0.com/2009/05/09/08/531191472.gif

مهاجرة الى ربى
07-01-2010, 12:46 PM
أحسنت وبارك الله فيك ، وصايا قيمة ، وفي وقته أيضا ، والزواج نعمة عظيمة ، ولكن من هو الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة ، ذلك الاختيار محسوم لمن تدبر الأمر جيد وفقه أمر دينه ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ....


الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين


الاخ الكريم ..

رزقنا الله واياكم

مهاجرة الى ربى
07-01-2010, 12:47 PM
كلمات جدا رائعه لاحرمك الله الأجر و
http://www9.0zz0.com/2009/05/09/08/531191472.gif


الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين