الانتقاء الأحسن 🌹✔️ كتبه / فهد بن عبدالله العمرو * الانتقاء الأحسن * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" من روائع وجمال الدين الإسلامي السمح أنه يأمر ويحث أتباعه بفعل وقول الأحسن ، فلا تجد أوامره إلا راقية نقية ، ولا تجد هداياته إلا صافية علية ، فتشريعاته كشلالات الذهب الخالص المُشرق ينحدر من علٍ فيجري وفي جنباته اللؤلؤ وحصبائه الزعفران ورائحة المسك تفوح منه فتملأ الكون بعبق عطره النقي التقي . ما هو شعوك وأنت تقرأ هذه الآية النقية قال الله تعالى "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا " ، ليست حسنه فحسب بل أحسن ألا ترى أن هذه الآية الكريمة قمة في النقاء والارتقاء ، وفيها سد لجميع المنافذ عن الشيطان وأعوانه ، ولن يجد الشيطان للتحريش وبث المشكلات مدخل إبرة إذا عمل الناس بهذا الإرشاد الرائع الراقي، ووالله لو اجتمع جميع المختصين بعلم النفس والاجتماع ومعهم الفلاسفة والمفكرون على أن يقولوا مثل هذا الإرشاد الموجز النقي تُحفظ به جميع العلاقات وتختفي بسببه جميع الخلافات لما استطاعوا، فما أجمل أن تطور نفسك ومجتمعك بتعاليم الشريعة السمحة العالية تجعلها نبراسا تُضيء بها دنياك وآخرتك .قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره عند هذه الآية:" وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما ،والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره."اهـ *حتى في رد التحية العارضة خذ بالأحسن* "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا" *كأنه ولي حميم* في خضم الخلافات وشدة العداوة يأتي هذا الأمر الرباني العظيم ليُطفئ لهيب العدو حتى يكون كأنه ولي وليس ولي فحسب بل وولي حميم ! قال تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (*) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" *فيتبعون أحسنه* "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ" قال في أضواء البيان "أَيْ: يُقَدِّمُونَ الْأَحْسَنَ، الَّذِي هُوَ أَشَدُّ حُسْنًا، عَلَى الْأَحْسَنِ الَّذِي هُوَ دُونَهُ فِي الْحُسْنِ، وَيُقَدِّمُونَ الْأَحْسَنَ مُطْلَقًا عَلَى الْحَسَنِ. وَيَدُلُّ لِهَذَا آيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ." *رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا هذا الدرس في الانتقاء* عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ أَبَا رَافِعٍ أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلَ بَكْرَهُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ أَبُو رَافِعٍ، فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا خِيَارًا رَبَاعِيًا، فَقَالَ: «أَعْطِهِ إِيَّاهُ، إِنَّ خِيَارَ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً» رواه مسلم والبخاري |
الساعة الآن 02:22 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com