07-03-2022, 03:48 AM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | البساطة والأريحية 🌹✔🌹 كتبه / فهد بن عبدالله العمرو ** البساطة والأريحية ** البساطة والسهولة في السلوك أمر خفيفٌ على الروح والنفس ، يشرح الصدر ويسر الخاطر ، أما الشدة والمبالغة في السلوك فهي تعقيد متعب للروح مُشغلٌ للذهن و جارح للنفس وقابض للصدر ومؤلمٌ للقلب . إن البساطة والأريحية في السلوك لها أثرٌ جميلٌ على الصحة النفسية وعلى روحك اللطيفة الخفية، فتعمل بسهولة من غير تكلف وتقول من غير عسر وتخوُّف وتأخذ وتعطي بيسر وتلطف تداعب الصغير فيبهش وتمازح الكبير باحترام فيتبشبش فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ رواه ابن حبان وحسنه الألباني وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» رواه البخاري ومسلم *أعظم البشر رعوا الغنم* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ» رواه البخاري *تساؤل وموقف* لو أن رجلا جلس يحدث أصحابه في مجلس ما ثم جاء ابنٌ له صغير يمشي ويعثر ، فهل تعتقدون أنه سيقطع حديثه من أجله ؟ ، أم أن البعض يميل إلى أن الرجل المتحدث سينزعج ويتذمر من قُدومه في مجلس الرجال ! ومن العيب في نظره قطع الحديث من أجل طفل يعثر وكان الأولى بأهله أن يُبعدوه عن مجالس الرجال ! ، نعم قد تجد من يأخذ بهذا التصرف ، لكن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم له شأن آخر ! فعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللَّهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ "، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ" رواه أبو داود وصححه الألباني ، والجدير بالذكر أن هذا العمل الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه سبطيه كان في المسجد وهو قائم يؤدي عبادة عظيمة ، ومع ذلك نزل وأخذهما وصعد بهما المنبر ! بلا تكلف بل بكل سهولة وراحة . *الأَمَة تأخذ بيده حيث شاءت* عن أنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: «إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» رواه البخاري *ماذا كان يعمل أكرم الناس في بيته* عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: " كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ " رواه أحمد وصححه الألباني *تحت الشجرة لا غير* مجلس يُجرى فيه بيعة من أعظم البيعات في التاريخ ، اتفاقٌ كبير وعقد عظيم وفيه رضي الله عنهم وأنزل السكينة عليهم ، وكل هذه المزايا العظيمة قد أُجريت في مكان سهل يسير لا كُلفة فيه بل تحت شجرة بعيداً عن كل زخرفة ! قال تعالى "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" فالعبرة في المجالس إنما هو في محتواها ومضمونها لا في زخارفها ومظاهرها. *يقضي حاجة امرأة في عقلها شيء بكل أريحية وسرور* عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ» فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا" رواه مسلم *يمشي مع الأرملة والمسكين * عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يقول «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ» رواه النسائي وصححه الألباني *لا يدري أيهم محمد صلى الله عليه وسلم ؟* عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال : " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ" رواه البخاري ، لم يميز هذا الرجل أيهم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه لم يرَ تمييزا له عن أصحابه في مجلسه بل متكئ بين ظهرانيهم بكل بساطة وسهولة ويسر *تبسم وإنه لعلى حصير أثر في جنبه* قَالَ عُمَرُ: "فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ" رواه البخاري ومسلم *الرجل العظيم يسابق زوجته ! بكل تواضع و يسر * عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ: «هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ» رواه أبو داود وصححه الألباني *طفلة تلعب بخاتم النبوة* عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَنَهْ سَنَهْ» - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ -، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهَا»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْلِي وَأَخْلِفِي ثُمَّ، أَبْلِي وَأَخْلِفِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ " رواه البخاري *كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم على الصغار* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ» رواه مسلم *الخلاصة* كن بسيطا سمحا سهلا وعش حياتك بأريحية ، واستمتع بلحظاتك وبما عندك ، واعلم أن الدنيا كلما سهلتها سهلت وكلما صعبتها صعبت وتعقدت ، وكن ممن يألف ويؤلف بيسر وسهولة مهما كنت ومهما بلغت من منصب ومال وقوة فإن هذا خير لك فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني ، وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ " رواه أحمد وصححه الألباني وحسنه شعيب الأرنؤوط __________________ الحمد لله رب العالمين |
| |