06-22-2010, 03:05 PM   |     #1  |  
  |    إداري     تاريخ التسجيل: Jun 2010   المشاركات: 1,225         |      رد: مذهب أهل السنة في الأسماء والصفات ..         س184: ما الفرق بين التكييف والتمثيل ؟  ج184: أقول : التكييف والتمثيل بينهما عموم وخصوص من وجه ، فكل تمثيل فهو تكييف ، وليس كل تكييف تمثيلاً .  أي أنك إذا حكيت كيفية صفةٍ من صفات الله تعالى - أعاذنا الله من ذلك - فلا يخلوا إما أن تقرنها بشيء مشاهد محسوس ، فهذا هو التكييف والتمثيل ، تكييف لأنك تحكي الكيفية وتمثيل لأنك قرنتها بمماثل ، وأما إذا حكيت الكيفية ولم تقرنها بمماثل مشاهد معروف لنا فإن هذا تكييف فقط ، فصح بذلك قولنا : كل تمثيل فهو تكييف ، وليس كل تكييف تمثيلاً .  وإن شئت الاختصار فقل : التكييف : حكاية كيفية الصفة من غير قرنٍ بمماثل ، والتمثيل : حكاية كيفية الصفة مع قرنها بمماثل ، والله يتولانا وإياك .  *  *  *  س185: هل الأفضل أن نقول : ( من غير تمثيل ) أم نقول : ( من غير تشبيه ) ؟ ولماذا ؟  ج185: بل الأفضل هو أن نقول : ( من غير تمثيل ) وذلك لأمرين :  الأول : أن هذا هو المتوافق مع لفظ القرآن ، فإن الله تعالى قال :  ليس كمثله شيء  ، وقد تقرر أن متابعة ألفاظ النصوص في أبواب الاعتقاد وأخص منه في باب الأسماء والصفات أسلم وأبعد عن الاختلاف والتناقض وهو من كمال المتابعة .  الثاني : أن نفي التشبيه لا يخلو إما أن يراد به نفي التشبيه المطلق فهذا لم يقل به أحد من بني آدم ، وإما أن يكون نفي مطلق التشبيه وهذا ممتنع إذ ما من شيئين موجودين إلا وبينهما نوع اشتباه ، وذلك في الاسم المطلق عن الإضافة ونعني به مسمى الوجود ن ونفي هذا القدر حقيقته نفي الصفة ، فصار الأسلم هو التعبير بما جاء في القرآن ، والله تعالى أعلى وأعلم .  *  *  *  س186: ما معنى قول أهل السنة في النفي : ( مع إثبات كمال الضد ) ؟  ج186: معناه أن تعرف أن أهل السنة - رحمهم الله تعالى - لهم في النفي نقطتان :  الأولى : أنهم ينفون هذه الصفة المنفية كصفة الظلم مثلاً .  الثانية : أنهم لا يقفون عند هذا النفي فقط ، بل يعتقدون أن الله تعالى لم ينف عنه هذه الصفة إلا لأنه متصف بكمال ضدها ، فنفى عن نفسه الظلم لكمال عدله ، ونفى عن نفسه الصاحبة والولد لكمال غناه عن كل أحد ، ونفى عن نفسه السنة والنوم لكمال حياته وقيوميته ، ونفى عن نفسه العجز واللغوب لكمال قوته وقدرته ، ونفى عن نفسه أن يحاط به علمًا ورؤية لكمال عظمته وكبره وجلاله وعزته جل وعلا .  فهذا معنى قول أهل السنة : ( مع إثبات كمال الضد ) ، أي كمال ضد الصفة المنفية ، فالظلم ضده العدل ، فانف الظلم وصِفْهُ بكمال العدل ، والعجز ضده القدرة ، فانف العجز وصِفْهُ بكمال القدرة ، وهكذا والله أعلم .  *  *  *  س187: ما الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ؟ مع توضيح وسطية أهل السنة في هذا الباب .  ج187: الفرق التي خالفت أهل السنة - رحمهم الله تعالى - في هذا الباب فرقتان : الممثلة والمعطلة .  فأما الممثلة فقالوا : نحن نثبت لله الأسماء والصفات ، وهذا حق وصدق ولا ريب فيه ، ويا ليتهم وقفوا عند ذلك ، لكن أفسدوه بقولهم : على وجهٍ يماثل صفات المخلوقات المحدثات ، أي هم يقولون : إثباتنا بتمثيل .  وأما المعطلة فقالوا : نحن ننزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقات المحدثات ، وهذا حق وصدق لا ريب فيه ، ويا ليتهم وقفوا عند ذلك ، ولكن أفسدوه بقولهم : تنزيهًا ننفي معه الأسماء والصفات ، بتفاوتٍ بينهم في هذا النفي ، أي هم يقولون : تنزيهنا بتعطيل .  فأنت ترى أن الممثلة قد غلوا في جانب الإثبات حتى مثلوا وفرطوا في جانب التنزيه ، والمعطلة غلوا في جانب التنزيه حتى عطلوا وفرطوا في جانب الإثبات ، وأما أهل السنة الموفقون المهديون أهل الحديث والأثر فلا غلو عندهم ولا تفريط ، بل هي الوسطية التي هي عادتهم في كل أبواب الاعتقاد ، وإذا أردت أن تعرف وسطيتهم .  فانظر إلى الحق الذي مع كلا الطائفتين فإنه خلاصة منهج السلف في هذا الباب ، فالحق الذي مع الممثلة هو إثبات الأسماء والصفات ، والحق الذي مع المعطلة هو تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات ، وهذا هو مذهبنا إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .  فقولهم : إثبات بلا تمثيل رد على الممثلة لأن إثباتهم بتمثيل ، وقولهم : تنزيه بلا تعطيل رد على المعطلة لأن تنزيههم بتعطيل ، وهذا هو معنى قوله تعالى :  ليس كمثله شيء  ، رد على أهل التمثيل ، وقوله :  وهو السميع البصير  رد على أهل التعطيل ، فالممثلة أخذوا بالأدلة المثبتة للأسماء والصفات وتركوا الأدلة التي تنفي مماثلة الله تعالى للمخلوقات ، والمعطلة عكسوا الأمر فأخذوا بالأدلة التي تنفي مماثلة الله تعالى للمخلوقات وتركوا الأدلة التي فيها إثبات الأسماء والصفات ، فكلا الفريقين قد أخذ بطرفٍ من الأدلة وترك الآخر ، وأما أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى - فإنهم أخذوا بكل الأدلة ، وهذا هو حقيقة الوسطية ، والله أعلى وأعلم .  *  *  *  قاله وليد السعيدان ...       |  
        |      |