الإتعاظ بزيارة القبور
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها
أيها الزائر للقبور
لا يغرنك سكوتها فكم من مغموم فيها
يا غافل !
إنما أنت بين ناعم في نعمته يتذلل
او معذب في سكراته يتقلب.
ألا تعلم ما فعل التراب بالأحباب مزق الأكفان وأكل اللحم
و شدخ المقلتين ونزع الكفين من الساعدين والساعدين من العضدين
والعضدين من المنكبين والمنكبين من الصلب
والقدمين من الساقين والساقين من الفخذين
والفخذين من الورك والورك من الصلب
فعليك بتقوى الله والعمل الصالح.
*
مر أبو الدرداء بين القبور فقال:
يا تراب ما أسكن ظواهرك وفي داخلك الدواهي.
*
وعن ثابت البناني أنه دخل المقابر فبكى فقال:
بليت أجسامهم وبقيت أخبارهم
فالعهد قريب واللقاء بعيد
*
فقد الحسن ذات يوم فلما أمسى قال له أصحابه: أين كنت؟
قال: كنت اليوم عند إخوان لي إن نسبت ذكروني
وإن غبت عنهم لم يغتابوني
فقال له أصحابه: نعم الإخوان والله هؤلاء يا أبا سعيد دلنا عليهم
قال: هؤلاء أهل القبور.
*
أتى رجل قبرا محفورا فاطلع في اللحد فبكى واشتد بكاؤه
قال: أنت والله بيتي حقا والله إن استطعت لأعمرنك.
*
وعن عطاء السلمي أنه كان إذا جن عليه الليل خرج فوقف على القبور ثم قال:
يا أهل القبور متم فواموتاه!!
ثم بكى ثم قال: يا أهل القبور عاينتم ما علمتم فوا عملاه ثم يبكي فلا يزال كذلك حتى يصبح.
*
قال ابن أبي الدنيا: وحدثنا إبراهيم بن سيار قال: قيل لبعض حكماء العرب: ما أبلغ العظات؟
قال: النظر إلى محلة الأموات
*
كانت امرأة بالمدينة تزهو فدخلت يوما المقابر فرأت جمجمة فصرخت ثم رجعت منيبة فدخل عليها نساؤها فقلن: ما هذا؟
فقالت بكى قلبي لذكر الموت لما رأيت جماجم أموات القبور ثم قالت:
اخرجن من عندي فلا تأتين منكن امرأة إلا امرأة ترغب في خدمة الله - عز وجل - ثم أقبلت على العبادة حتى ماتت.
أهوال القبور/ ابن رجب